قال ابن خطيب الناصرية : رافقته في القضاء وكان إنسانا حسنا عنده حشمة ومروءة وعصبية ، وهو صديقي وحبيبي ، وله نظم قليل ، فمنه :
يا سادتي رقّوا لرقّة نازح |
|
لفظته أيدي البعد عن أوطانه |
والله ما جلتم بخاطر عبدكم |
|
إلا وفاض الدمع من أجفانه |
وقوله :
لا تلوموا الغمام إن صب دمعا |
|
وتوالت لأجله الأنواء |
فالليالي أكثرن فينا الرزايا |
|
فبكت رحمة علينا السماء |
وأنشد من نظمه أيضا قصيدة نونية.
مات في ليلة السبت ثامن المحرم سنة ثلاثين بحلب ودفن بتربة أشقتمر خارج باب المقام. وذكره شيخنا في إنبائه وساق له المقطوع الثاني قال : وهذا عنوان نظمه وقد سمعته هو وغيره من نظمه من ابن أخيه. وقال : إنه كان يستحضر الحكايات والنوادر وله نظم حسن. قال : وكان جل أمره العربية ولم يكن بذاك ، كذا قال ا ه.
٥٢٦ ـ محمد بن محمد الغزالي المتوفى سنة ٨٣٠
محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن الإمام حجة الإسلام أبي حامد محمد بن محمد بن محمد المحيوي أبو حامد الطوسي الغزالي الشافعي.
قدم من بلاده إلى حلب في رمضان سنة ثلاثين بعد دخوله الشام قديما ، وسمع فيها من ابن أميلة وحدث عنه الآن بحلب. ووصفه حافظها البرهان والعلاء ابن خطيب الناصرية بالعلم والدين وأنه قال لهما : إن جده الثامن هو الغزالي. زاد ثانيهما : رأيت أتباعه وتلامذته يذكرون عنه عملا كبيرا وزهدا وورعا وأنه معظم في بلاده من بيت علم ودين. وأخبر بعض الطلبة عنه أنه حج مرارا منها مرة ماشيا على قدم التجريد. قال : وبلغني أنه رأى ملك الموت فسأله متى يموت فقال له : في العشر ، فلم يدر أي عشر ، فاتفق أنه مات في العشر الأخير من رمضان يوم السبت ثاني عشريه سنة ثلاثين المذكورة بحلب ، وكانت جنازته مشهودة. وذكره شيخنا في إنبائه ا ه.