هو من مماليك الملك الظاهر برقوق ، ووقع له بعد موت أستاذه الظاهر برقوق أمور وحوادث إلى أن قتل الملك الناصر فرج وصار الأمير نوروز الحافظي نائب دمشق وحاكم البلاد الشامية ، انضم طوخ المذكور إلى نوروز وولي نيابة حلب ، فلما عصى نوروز الملك المؤيد وافقه طوخ ودام معه إلى أن ظفر المؤيد بنوروز وقبض عليه قبض على طوخ هذا أيضا وقتله أيضا ذبحا في العشر الأخير من شهر ربيع الآخر سنة سبع عشرة وثمانماية بعد أن حوصر بقلعة دمشق مدة طويلة مع الأمير نوروز ا ه. (المنهل الصافي).
أقول : لم يذكر المترجم في السالنامة في جملة من ولي حلب ، ولعل ولايته عليها كانت في أواخر سنة ٨١٢ من قبل نوروز بعد أن اصطلح نوروز مع نائب الشام شيخ وتحالفا على العصيان على الملك الناصر واستوليا على البلاد الحلبية والشامية كما ذكرناه في الجزء الثاني من التاريخ في حوادث سنة ٨١٢.
٥٠٩ ـ محمد بن عمر بن العديم المتوفى سنة ٨١٩
محمد بن عمر بن إبراهيم بن محمد بن عمر بن عبد العزيز بن محمد بن أحمد بن هبة الله بن أبي جرادة ناصر الدين أبو غانم وأبو عبد الله بن الكمال أبي القاسم وأبي حفص ابن الكمال أبي إسحق العقيلي بالضم الحلبي ثم القاهري الحنفي ، ويعرف كسلفه بابن العديم وبابن أبي جرادة.
ولد في ربيع الأول سنة اثنتين وتسعين وسبعمائة بحلب ، وحفظ بها في صغره كتبا واشتغل على مشايخها كأبيه واستمع على مسندها عمر بن أيدغمش وغيره. وقدم القاهرة مع أبيه وهو شاب فشغله في فنون على غير واحد من الشيوخ كقارىء الهداية ، وقرأ بنفسه على الزين العراقي قليلا من ألفيته. ومات أبوه بعد رغبته له عن تدريس المنصورية ثم الشيخونية تدريسا وتصوفا ومباشرته لذلك في حياته وأوصاه أن لا يترك بعده المنصب ولو وهب فيه جميع ما خلفه ، فقبل الوصية وبذل حتى استقر فيه قبل استكماله عشرين سنة في ثالث المحرم سنة اثنتي عشرة بعد الأمين الطرابلسي. واستمر إلى أن سافر مع الناصر سنة قتله ، فاتصل بالمؤيد حين حصره للناصر في دمشق فغضب منه الناصر فعزله وقرر أبا الوليد ابن الشحنة الحلبي ، ولم يلبث أن قتل الناصر بحكم هذا قبل مباشرة المستقر ولا إرساله لمصر نائبا ، فأعيد الحاكم ، ثم صرف في جمادى الأولى سنة خمس عشرة بالصدر