بردي من القاهرة إلى الشام إلى الأمير تنم نائبها وجرى له ما جرى واتفق أمر تمر لنك ، ثم توجه إلى بلاده وولاه السلطان الملك الناصر فرج نيابة الشام في سنة ثلاث وثمانمائة ، ثم عزل بالأمير علاء الدين أقبغا الهذباني وتوجه إلى حلب هاربا إلى الأمير دمرداش نائبها ، ثم خرجا عن الطاعة وتوجها إلى التركمان ، فركب الأمير تغري بردي في البحر وتوجه إلى الديار المصرية فأكرمه السلطان وولاه إمرة مائة فارس ، ثم توجه إلى القدس بطالا فأقام به مدة ، ثم توجه إلى القاهرة وولي بها إمرة مائة فارس ، ثم استقر أتابك العساكر الإسلامية بالديار المصرية ، ثم لما صالح السلطان الملك الناصر فرج الأمير شيخ بالكرك ولى تغري بردي المذكور نيابة دمشق وذلك في شهر ذي الحجة سنة ثلاث عشرة وثمانمائة ، واستمر بها حتى حصل له مرض في أثناء سنة أربع عشرة وتزايد به إلى أن مات في سنة خمس عشرة وثمانمائة في شهر المحرم. وكان رحمهالله أميرا كبيرا كثير الحياء والسكون حليما عاقلا مشارا إليه في الدول. انتهى كلام ابن خطيب الناصرية باختصار.
أقول : والمترجم والد يوسف بن تغري بردي مؤلف «المنهل الصافي». وبعد أن ذكر ما قدمناه أخذ في ترجمة والده وتنقلات أحواله في ست ورقات ، ثم ذكر وفاته في التاريخ المتقدم.
وتقدم الكلام على جامعه في الجزء الثاني (في صحيفة ٣٩٠) ثم رأيت في كنوز الذهب في الكلام على هذا الجامع أن تغري بردي ندب لعمارته مشدا يقال له ابن الزين فما عدل ، وأقام له خطيبا قاضي المسلمين كمال الدين بن العديم ، ثم صارت الخطابة لولده ناصر الدين ثم لشهاب الدين أخي كمال الدين فخطب ولده في حياته ، ثم لما توفي في فصل سنة خمس وعشرين انتقلت إلى شيخنا شهاب الدين ابن الموازيني.
أقول : وبهذا ظهر سبب تسمية الجامع بالموازيني لا ما قلته ثمة.
وكتب أبو ذر على الهامش أن تغري بردي توفي سنة خمس عشرة وثمانماية ، وكان متواضعا يعرف شيئا من العلم. وقال قبل ذلك : هذا الجامع في قبليته انحراف والحائط الغربي تهدم في تكلم شيخنا المؤرخ فجدده من مال الوقف ، وكان يتردد إلى عمارته وجد في ذلك ، وعلى بابه حوض للسبيل ومكتب للأيتام من إنشاء تغري بردي المذكور ، ووقف على ذلك أوقافا مبرورة من جملتها في معرة عليا من عمل سرمين ا ه.