والدال على الله كعبة العارفين إمام السائرين الشيخ شمس الحق والدين محمد بن أحمد بن محمد الحلبي البسطامي ، وأنشد :
غوث الورى غيث الندى نور الهدى |
|
بدر الدجى شمس الضحى بل أنور |
الكلام على هاتين الزاويتين وما كان هناك من الآثار
الأولى زاوية سيدي محمد الأطعاني :
قال أبو ذر : هي بطرف حارة المشارقة من جهة الشمال ، بناها الخواجا حسين بن مصطفى وجماعة ، وكان الأطعاني أولا يذكر بجماعته في مسجد كان ملاصق الزاوية المذكورة ، وفي فتنة تمر خرب بعض هذه الزاوية وسلمت قبتها فرممها الخواجا عبد الرحمن البلدي وعمر بها إيوانا ودخل نصف المسجد الذي كان يذكر فيه الشيخ أولا في هذا الإيوان ونصفه خارج الإيوان من جهة التربة.
وهذه الزاوية مختصة بالبسطامية ، وأقام الذكر فيها الشيخ حسين البسطامي تلميذ سيدي عبد الله البسطامي شيخ والدي. والشيخ حسين توفي بمكة ، ثم قام بعده ولده الشيخ الصالح سيدي أحمد وتوفي بمكة. (ثم قال) : وهذه الزاوية نيرة وبها مساكن ولها منارة جددها الحاج أحمد بن القصار ا ه.
أقول : موضع هذه الزاوية قبلي المغفر المبني حديثا غربي جسر الناعورة ، وتعرف الآن بجامع الأطعاني ، ومحرر على بابه جامع المطعاني وهو غلط. وهو الآن عبارة عن قبلية كبيرة وقد كانت مشرفة على الخراب فرممت سنة ١٢٨٣ ، وأمام القبلية صحن فيه مصطبة من الجهة الشرقية. والإيوان الذي ذكره أبو ذكر قد سد من جهة القبلة واتخذ كتّابا ، والمنارة التي ذكرها أبو ذر لم تزل قائمة ، وغربي الإيوان المذكور دار كانت من جملة صحن الجامع على ما يظهر ولا أدري متى اتخذت.
وقد كان داخل الزاوية تربة دفن فيها المترجم وغيره ، وسيمر بك أسماء من دفن فيها. وهذه التربة صارت خارج الزاوية من الجهة الشمالية ، وقد درس معظم من دفن هناك ، إلا أن قبر المترجم لم يزل باقيا ومحرر اسمه على لوح قبره وحوله عدة قبور لأهل المحلة المذكورة درس بعضها وبقي بعضها. والباقي لهذا الجامع من العقارات أربعة دور ودكانان ، وهو الآن في تولية الشيخ عبد الوهاب طلس.