٤٨٣ ـ الحسن بن محمد العراقي الشاعر المتوفى سنة ٨٠٣
الحسن بن محمد بن علي عز الدين العراقي المعروف بأبي أحمد ، الشاعر المشهور نزيل حلب.
قال ابن خطيب الناصرية : كان من أهل الأدب ، وله النظم الجيد ، وكان يمدح أكابر حلب ويجيزونه على ذلك ، وكان خاملا وينسب إلى التشيع وقلة الدين ، وكان يجلس مع العدول للشهادة بمكتب داخل باب النيرب وهو رث الحال. رأيته ولم أكتب عنه شيئا. ونظمه فائق ، فمنه ما رأيته بخطه :
ولما اعتنقنا للوداع عشية |
|
وفي كل قلب من تفرقنا جمر |
بكيت فأبكيت المطيّ توجعا |
|
ورق لنا من حادث السفر السفر |
جرى در دمع أبيض من جفونهم |
|
وسالت دموع كالعقيق لنا حمر |
فراحوا وفي أعناقهم من دموعنا |
|
عقيق وفي أعناقنا منهم درّ |
وله مؤلف سماه «الدر النفيس من أجناس التجنيس» يشتمل على سبع قصائد يمدح بها قاضي القضاة برهان الدين أبا إسحاق إبراهيم بن جماعة الكناني ، منها ما رأيته بخطه وهي القصيدة الأولى :
لولا الهلال الذي من حيّكم سفرا |
|
ما كنت أعني إلى مغناكم سفرا |
ولا جرى فوق خدّي مدمعي دررا |
|
حتى كأن جفوني ساقطت دررا |
يا أهل بغداد لي في حيكم قمر |
|
بمقلتيه لعقلي في الهوى قمرا |
يثني من القدّ غصنا أهيفا نظرا |
|
إذا انثنى في الحلى يسبي لمن نظرا |
لم يغن عن حسنهم بدو ولا حضر |
|
إلا إذا قيل هذا الحب قد حضرا |
أفدي غزالا غريرا كم سبى نفرا |
|
من الأنام وكم من عاشق نفرا |
ريم أتى في معانيه على قدر |
|
لو رام قلبي أن يسلوه ما قدرا |
كم حلّ من عقد صبري بالغرام عرى |
|
حتى السقام بجسمي في هواه عرا |
لو لم يكن قلبه قد قدّ من حجر |
|
ما كان عني لذيذ النوم قد حجرا |
قلت : والقصيدة أطول من ذلك استوعبها القاضي علاء الدين ابن خطيب الناصرية