الأعيان بحيث عين لنظر الجيش بها ، ولما عاقب التتار الناس أمسكوه وملؤوا له سطل نحاس من الماء والملح ليسقوه إياه وشرعوا في ربطه ، فجاء ثور فشربه في لحظة ، فعجبوا وأطلقوه ولم يعاقبوه. ومات بعد ذلك بيسير بريحا في سنة ثلاث ونقل إلى حلب فدفن عند أجداده وأقاربه بمشهد الحسين. ذكره ابن خطيب الناصرية وتبعه شيخنا في إنبائه باختصار ا ه.
٤٧٨ ـ علي بن محمد التميمي المتوفى سنة ٨٠٣
علي بن محمد بن يحيى العلاء أبو الحسن التميمي الصرخدي ثم الحلبي الشافعي.
تفقه بدمشق وبالقاهرة ، وأخبر أنه سمع المزي بدمشق ، وقدم حلب فسكنها وناب في القضاء عن الشهاب ابن أبي الرضى وغيره. وكان عالما مستحضرا فاضلا في الفقه وأصوله نظارا ذكيا ، بحث مع الشهاب الأذرعي بنفس عال وابن البلقيني حين قدومه حلب على علمه وفضيلته ، ومع ذلك فكان يتورع عن الفتيا ولا يكتب إلا نادرا ، مع ملازمة بيته وعدم التردد إلى أحد غالبا. وكان يحضر المدارس مع الفقهاء ، فلما بنى تغري بردي النائب جامعه فوض إليه تدريس الشافعية به ، فحضر ودرس فيه بحضور الواقف يوم الجمعة بعد الصلاة. وممن أخذ عنه ابن خطيب الناصرية وترجمه بما هذا ملخصه وقال : إنه انتفع به كثيرا ، ومات في الفتنة التيمرية سنة ثلاث. وتبعه شيخنا في إنبائه وقال : إنه تفقه وهو صغير وسمع من المزي وغيره ، وجالس الأذرعي ، وكان يبحث معه فلا يرجع إليه رحمهالله وإيانا ا ه.
٤٧٩ ـ عمر بن أبي بكر النصيبي المتوفى سنة ٨٠٣
عمر بن أبي بكر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد القاهر بن هبة الله بن عبد القاهر ابن عبد الواحد بن هبة الله بن طاهر بن يوسف الزين أبو حفص بن الشرف بن التاج أبي المكارم بن أبي المعالي الحلبي الشافعي ، ويعرف كسلفه بابن النصيبي.
كان رئيسا من بيت كبير معدودا في الأعيان مع الثروة وحسن الخلق والخلق والكتابة الفائقة والمحاضرة الحسنة. سمع الحديث بحلب ، وولي حسبة حلب مرارا بالدخول عليه وباشرها أحسن مباشرة مع الحرمة الوافرة والعفة ، وحدث بل ودرس بالسيفية للشافعية ،