الشيخ شرف الدين الداديخي وشيخنا الشيخ عز الدين الحاضري وغيرهم.
حكى لي بعض طلبته أن قاضي القضاة جمال الدين محمود بن الحافظ الحنفي قال له يوما : يا كافر ، فقال له ابن طنبغا : بم عرفت الله ، فسكت القاضي جمال الدين المذكور ، فقال علاء الدين بن طنبغا : من هو الكافر؟ الذي يعرف الله أو الذي ما يعرف الله؟ ثم إن القاضي جمال الدين المذكور بعد ذلك جعل يعظمه ، وكان يقال إن عقيدته فاسدة وينسب إلى ترك الصلاة وإلى شرب الخمر ، ولم يكن عليه وضاءة ولا أبهة العلم.
ولما كان الأمير منطاش بدمشق في سنة اثنتين وتسعين وسبعماية بعد أن كسر من الملك الظاهر برقوق سير طلب علاء الدين بن طنبغا إلى دمشق ليسأله عن أمور ، فلما وصل إليه سأله عن الطالع ذلك الوقت ، فقال : إن تحرك شخص فيه فإن كان تاجرا انكسر ، فاتفق أن منطاش رحل من دمشق تلك الليلة ولم يقاتل العسكر المصري الوارد عليه من القاهرة لقتاله ، ثم جاء علاء الدين بن طنبغا إلى حلب ورأيته أنا بحلب وكان خاملا لم يكن عليه وضاءة ولا نور العلم.
وأخبرني شيخنا أبو إسحق الحافظ قال : سألت قاضي القضاة شرف الدين أبا البركات الأنصاري وشمس الدين أبا عبد الله النابلسي عنه فقالا (١) : إنه إذا حان وقت الصلاة فيستحي منا فيقوم يتوضأ ويصلي.
وتوفي في سنة ثلاث وتسعين وسبعماية تخمينا بحلب عفا الله عنه وسامحه ا ه (الدر المنتخب).
٤٤٧ ـ محمد بن نجم النجار المتوفى سنة ٧٩٤
محمد بن نجم بن محمد بن النجار الحلبي شمس الدين أبو عبد الله الحنفي.
كان أبوه نجارا فنشأ في صناعته ، ثم اشتغل بالعلم فمهر وتميز إلى أن أفتى ودرس ، وناب في الحكم عن القاضي جمال الدين بن العديم مدة ، وكان له مال وثروة وسكن بالحلاوية مع حسن الشكالة. ومات سنة أربع أو ٧٩٥ بحلب. ذكره القاضي علاء الدين في ذيل تاريخ حلب.
__________________
(١) في الأصل : فقال.