والمدرسة عفيف ابن محمد شمس الدين سنة ٧٨٥] وفي شرقي المدرسة وغربيها رواقان ضيقان في كل واحد منهما أربعة عواميد عظيمة ، ووراءها أربع حجر صغار ، وفوق هذين الرواقين رواقان آخران ضيقان أيضا ، ووراء كل منهما خمس حجر. وشمالي المدرسة إيوان كبير لم تزل قنطرته القديمة موجودة ، وقد سد من القنطرة إلى الأرض واتخذ زاوية يقيم فيها الأذكار بنو البادنجكي. وهناك في قبلي المدرسة إيوان عن يمينه حجرة واسعة في شماليها ضريح لبعض مشايخ الطريقة الأوسية وأظنه من أهل القرن العاشر لزم هذه المدرسة إلى أن مات فدفن هنا.
ولما توفي شيخ السجادة في الزاوية التي ذكرناها العالم العامل الشيخ محيي الدين البادنجكي وذلك في ١١ رجب سنة ١٣٢٧ دفن في هذه الحجرة في شماليها ملاصقا لضريح الأوسي رحمهالله.
وفي صدر الإيوان قبلية صغيرة تقام فيها الجمعة إلى الآن ، وشمالي المدرسة منارة صغيرة عمرت سنة ١٢٩٣ من وصية بعض الموثرات.
وفي صحن المدرسة مغارة منقورة نقرا تتجلى فيها صفة القدم ، وفي وسطها حوض حجارته كبيرة جدا وفوقه منفذ إلى الصحن يسحب منه الماء. وغربي هذه المغارة باب يأخذ إلى مغارة يقال لها مغارة الشعارة وهي شرقي المدرسة. ولم يبق من أوقاف المدرسة ما يستحق الذكر. وشمالي باب المدرسة باب آخر قديم داخله دار يسكنها الآن شيخ الزاوية المذكورة ، ويظهر أن هذه الدار كانت خانكاه تابعة لهذه المدرسة وهيئة البناء تفيد أن الباني واحد.
٤٤٦ ـ علي بن طنبغا الموقّت المتوفى سنة ٧٩٣
علي بن طنبغا الإمام علاء الدين أبو الحسن الحلبي الموقت.
كان إماما في علوم الهيئة والحساب والجبر والمقابلة والأصلين عالما في ذلك ذكيا ، أخذ هذه العلوم عن العجم الواردين إلى حلب فإنه لم يرحل من حلب. كان يسكن بجامع ألطنبغا وهو موقت البلد. واشتغل عليه في العلوم المذكورة جماعة من مشايخنا كالإمام أبي البركات موسى الأنصاري والشيخ شمس الدين محمد بن يعقوب النابلسي ، وقرأ عليه أيضا