يتعلقن بها بين صبي يئن من العطش ، ووالهة أذهلها المصاب ، وطفلة مذعورة خائفة تطلب الأمن ، وأخرى تنشد الماء.
حرائر بيت العصمة ، وودائع الرسالة ، اللواتي لا يعرفن إلا سجف العز والمجد والسؤدد ... ورداء الجلال والدلال. حائرات ذاهلات.
وزينب واقفة بوسط هذا الخضم الهائج ، حائرة قلقة تراقب المعركة التي دارت رحاها في جنون لا مثيل له ... ومنجل الموت يحصد في أحبابها ، بني هاشم الصفوة الأبرار ...
يقول السيد المقرم « أما عقيلة بني هاشم زينب الكبرى » فإنها تبصر هذا وذاك ، فتجد عروة الدين الوثقى عرضة للانفصام وحبل النبوة آيلاً الى الانصرام ، ومنار الشريعة الى الخمود ، وشجرة الإمامة الى الذبول (١).
تنعي ليوث البأس من فتيانها |
|
|
|
وغيوثها إن عمت البأساء |
|
تبكيهم بدم فقل بالمهجة الحرا |
|
|
|
تسيل العبرة الحمراء |
|
حنت ولكن الحنين بكاً وقد |
|
|
|
ناحت ، ولكن نوحها ايماء (٢) |
|
وبعد مقتل الحسين (ع) حملت النساء اسارى على الأقتاب ، وبلغت بهم القسوة والجفاء ، فمروا بهن على جثث القتلى زيادة في التنكيل.
__________________
(١) مقتل الحسين عليهالسلام : عبد الرزاق المقرم ـ ص ٣٣٨.
(٢) الابيات من قصيدة للشيخ كاشف الغطاء.