لكن في استفادة العموم منه سيما بحيث يقاوم ما أشرنا تأمل ، لأن الظاهر منه غير الجاري ، لأن السابق إلى الذهن منه أنه الذي وطأته الدجاجة والحمامة ، والجاري غالبا لا يقف ، بل يذهب ويجيء موضعه غيره ، ويكون كثيرا أزيد من كر ، فضلا عن أن يكون أقل منه.
مع أن تحقق الجاري الأقل من الكر في بلد السائل والمسؤول مما يكاد يحكم بعدمه ، بل ويحكم ، سيما وأن يكون في الدور والمساكن ، بحيث تطأ الدجاجة والحمامة وتدخله.
ومما ذكر ظهر الوهن في عموم المفهوم أيضا.
قوله : لو نقص. ( ١ : ٣٣ ).
يعني الذي يمتزج بالماء بعنوان الدفعة العرفية ، لو شرطها ، أو مجموع ما بين المتغير وأصل المنبع ، لو لم يشترط ، فتأمل. والمراد التدافع من قبل المنبع ، وعلى خصوص المتغير ، فتأمل.
قوله : بجهالة بكر. ( ١ : ٣٤ ).
لا يخفى أن مضمون الرواية لا تأمل فيه ، لما سنذكره ، فلا وجه للقدح في سندها.
مضافا إلى أن المشايخ ذكروها على سبيل الاعتماد والاعتداد ، ووافقها غيرها من المعتبرة. مع أن سندها إلى صفوان صحيح ، وهو عن منصور الثقة ، عنه ، وصفوان ممن أجمعت العصابة على تصحيح ما يصح عنه ، وكذا ممن لا يروي إلاّ عن ثقة ، كما صرح به الشيخ في العدة (١).
قوله : وعدم اعتبار. ( ١ : ٣٤ ).
عدم انفعال الجاري إنما هو من جهة أن له مادة متصلة به ، وماء
__________________
١٩٣ / ٤٠٣ ، الوسائل ١ : ١٥٩ أبواب الماء المطلق ب ٩ ح ٤.
(١) عدة الأصول ١ : ٣٨٦.