وابن بابويه في أسانيد الفقيه ذكر أنّه فطحيّ ولم يذكر الرجوع (١) .
وربما يحصل المعارضة لقول النجاشي بالرجوع ، إلّا أن يحمل كلام الصدوق علىٰ ما قيل ، وعلىٰ كل حال لا يفيد هذا فائدة .
والعلّامة في الخلاصة قال : وروىٰ الكشي أحاديث حسنة تدل علىٰ حسن عقيدة هذا الرجل والذي أعتمد عليه قبول روايته (٢) .
وهذا لا يخلو من غرابة ، أمّا أوّلاً : فلأنّ الأخبار التي رواها الكشي ليس فيها حسن ولا صحيح ، إلّا أن يريد غير المعنىٰ المصطلح عليه .
وأمّا ثانياً : فلأنّ قبول روايته مع كونه فطحيّاً دون غيره كما يظهر منه رحمهالله غير ظاهر الوجه ، والرجوع غير معلوم التاريخ ، لتعلم الرواية قبل أو بعد ، وهو أعلم بمراده .
وأما الثاني : ففيه أبو بصير ، وقد تقدّم القول فيه (٣) ، والسندي بن محمد ثقة ويسمىٰ أبان (٤) إلّا أن وصفه بالبزّاز لم أره في الرجال .
المتن :
في الخبرين لا يخلو من غرابة ، وظاهر الصدوق في الفقيه العمل بمضمون الرواية الثانية ، فإنّه نقل متنها في الكتاب .
وما ذكره الشيخ في التوجيه الأوّل ظاهره أنّه فهم من الروايتين أنّ الدم كان يوجد ثلاثة أيّام أو أربعة ثم ينقطع وهكذا ، والذي يقتضيه آخر
__________________
(١) مشيخة الفقيه ( الفقيه ٤ ) : ١٠٥ .
(٢) خلاصة العلّامة : ١٨٥ / ٢ .
(٣) راجع ص ١٠١ ـ ١٠٤ وج ١ : ٧٣ ، ٨٤ .
(٤) في النسخ : بنان ، وما أثبتناه من رجال النجاشي : ١٨٧ / ٤٩٧ ، وخلاصة العلّامة : ٨٢ / ٢ .