دفاع السيد الخوئي الله عن الشيخ الصدوق الله ذكر السيد الرواية التي ورد فيها دعاء الإمام المنتظر اليها الوالد الصدوق، ومن ثم ذكر الرواية التي تذكر تعجب الناس من قوة الحفظ التي كان يمتلكها
الصدوق فقال :
يظهر من الرواية الأخيرة أن قصة ولادة محمد بن علي بن الحسين بدعاء الإمام الله أمر مستفيض معروف متسالم عليه ، ويكفي هذا في جلالة شأنه، وعظم مقامه ، كيف لا يكون كذلك وقد أخبر الإمام الله أن والده يرزق ولدين ذكرين خيرين، على ما تقدم من النجاشي في ترجمة أبيه علي ابن الحسين، وأنه يرزق ولداً مباركاً ينفع الله به ، كما في رواية الشيخ الأولى ، وأنه يرزق ولدين فقيهين ، كما في رواية الشيخ الثانية ، وإني لواثق بأن اشتهار محمد ابن علي بن الحسين بالصدوق ، إنما نشأ من اختصاصه بهذه الفضيلة التي امتاز بها عن سائر أقرانه وأمثاله ، ولا ينبغي الشك في أن ما ذكره النجاشي والشيخ من الثناء عليه والاعتناء بشأنه معن عن التوثيق صريحاً، فإن ما ذكراه أرقى وأرفع من القول بأنه ثقة .
وعلى الجملة فعظمة الشيخ أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين من
الاستفاضة بمرتبة لا يعتريها ريب .
ولأجل ذلك ، قال ابن إدريس في كتاب النكاح ، في ذيل البحث عن
تحريم مملوكة الأب أو الابن على مالكه بزنا الآخر، بعدما نقل عن الشيخ
أبي جعفر القول بعدم الحرمة ، قال : هذا الآخر كلام ابن بابويه، ونعم ما
قال ، فإنه كان ثقة ، جليل القدر، بصيراً بالأخبار، ناقداً للآثار، عالماً
بالرجال ، حفظة ، وهو استاذ شيخنا المفيد ، محمد بن محمد بن النعمان ،
وقال السيد ابن طاووس في فلاح السائل، في مقدمته ، في جملة الأعذار