الذبح عنهما ، فلم تجر السنة في الناس بقتل أولادهم ، ولولا ذلك لوجب على الناس كل أضحى التقرب إلى الله تعالى ذكره بقتل أولادهم ، وكل ما يتقرب الناس به إلى الله عز وجل من أضحية فهو فداء الإسماعيل عليهالسلام إلى يوم القيامة (١) .
قال مصنف هذا الكتاب رحمهالله (٢) : قد اختلفت الروايات في الذبيح ، فمنها ما ورد بأنه إسحاق ، ومنها ما ورد بأنه إسماعيل عليهالسلام ، ولا سبيل إلى رد الأخبار متى صح طرقها ، وكان الذبيح إسماعيل عليهالسلام ، لكن إسحاق لما ولد بعد ذلك تمنى أن يكون هو الذي أمر أبوه بذبحه ، فكان يصبر لأمر الله عز وجل ويسلم له كصبر أخيه وتسليمه ، فينال بذلك درجته في الثواب ، فعلم الله عز وجل ذلك من قلبه ، فسماه بين ملائكته ذبيحاً لتمنيه لذلك . وقد أخرجت الخبر في ذلك مسنداً في كتاب النبوة .
__________________
(١) ذكره المصنف في الخصال : ٧٨ / ٥٥، ونقله المجلسي في البحار ١٥ ـ ٦٩ / ١٢٨ عن الخصال والعيون .
(٢) (رحمهالله) أثبتناها من نسخة (ج ، هـ . ع) وفي “ک ، ر» : رضیاللهعنه .