الجصاصين كما أمكن ، وقال له : غيب شخصك وانج بنفسك ولا ترجع إلى أمك .
قال الغلام : فإن كان هذا هكذا فعرف أمي أني قد نجوت وهربت ، لتطيب نفسها، ويقل جزعها وبكاؤها ، إن لم يكن لعودي إليها وجه ، فهرب الغلام ، ولا يدرى أين قصد من أرض الله تعالى ، ولا إلى أي بلد وقع .
قال ذلك البناء : وقد كان الغلام عرفني مكان أمه ، وأعطاني العلامة ، فانتهيت إليها في الموضع الذي دلني عليه ، فسمعت دوياً كدوي النحل من البكاء ، فعلمت أنها أمه ، فدنوت منها ، وعرفتها خبر ابنها ، وأعطيتها شعره و انصرفت (١) .
__________________
(١) نقله المجلسي عن العيون في البحار ٤٧ : ٣٠٦ / ٢٧ .