معطّل عمّا سوى شأن المرآتيّة ، فيوافقه المعنى الثاني للبهاء وهو مظهر الفخر الذاتي ، فيوافقه المعنى الثالث ، وهو أصل مقام الانس المنبعث عن الوصل ؛ إذ لا وصل إلا بالفناء والبقاء ، فيوافقه المعنى الرابع الذي للبهاء ممدودا ، فهو مبدء البهجة والسرور بالحقّ ، الذي هو السرور الحق والبهجه الحقّة ؛ إذ لا سرور للعارف إلا بذلك ، وغيره باطل عاطل.
والثاني هو السين الذي هو الباء بزيادة التصرّف في وسطه ، وجعله كالطرفين فصار له أضراس ثلاثة ، وهو : سناء الحق ، وضوء برقه ، ونوره الظاهر بنورانيّة الحاكي عن مبدء وجوده ، وكما أنّ سناء البرق ظاهر بنفسه ، وبكونه شعاعا للبرق ودالا عليه ، بحيث لا يكاد يفارق أحد اللّحاظين عن الآخر عند إدراكه ، ولمعان وظهور للبرق لا أمر مغاير له منفصل عنه ، كذا سناء الله ظاهر بنفسه وهويّته مظهر للحقّ وآية له ، لا تغلب أحد اللّحاظين الآخر ، وهو لمعان وظهور لفعل الحق والمرتبتين المتقدّمتين عليه ، فكأنّ السابقة برق لا يظهر بهويّته للابصار بنفسه ، واللاحقة ضوئه الذي ظهر بنفسه وأظهر البرق بظهوره ، فكأنّه عبد قائم بصفة العبوديّة المقتضي لملاحظة نفسه وربّه ، السابق عليه ، فان عن نفسه باق بربّه ، وهذا السناء أرفع من جميع الابداعات الظاهرة ، فهو رفعة الحقّ ومظهرها ، فيصحّ أخذه بالمعنى الثاني.
والثالث فهو الميم المستدير الحاكي عن معنى دائرة الامكان ، ويقابل الالف من حيث أنّ صفته الاستقامة المقابلة للاستدارة ، ومن حيث أنّ مخرجه آخر المخارج نزولا ، فيقابل مخرج الالف ، وهو ملك ، ومجده وعلوّه على الاشياء ، وهذا المعنى يقتضي ظهور الاشياء بصفة المقهوريّة والمملوكيّة حتّى يظهر الحقّ فيها بصفة الملكيّة والمالكيّة والعلوّ ، فهو البرزخ الحاكي عن الواجب بهذه الصفات ، وعن الممكنات بتلك ، والجامع لحقائق الاسماء الاضافيّة ، وقد انضمّ إلى