وقال الخليل : تأسيس الأوّل من همزة وواو ولام. قال (١) : وقد قيل : من واوين ولام. والأوّل أصحّ ؛ لقلّة وجود ما فاؤه وعينه حرف واحد ؛ كددن. فعلى الأوّل يكون من آل يئول. وأصله آول ، فأدغمت المدّة (٢) ؛ لكثرة الكلمة. وهو فى الأصل صفة لقولهم فى مؤنّثه : أولى.
قال أبو القاسم (٣) الأصبهانى : الأوّل يستعمل على أوجه :
الأوّل : المقدّم بالزمان ؛ كقولك : عبد الملك أوّلا ، ثم منصور.
الثّانى : المتقدّم بالرّئاسة فى الشىء ، وكون غيره محتذيا به ؛ نحو الأمير أوّلا [ثم] الوزير.
الثالث : المتقدّم بالوضع والنسبة ؛ كقولك للخارج من العراق إلى مكة : القادسيّة أوّلا ، ثمّ فيد. وتقول للخارج من مكّة : فيد أوّلا ثمّ القادسيّة.
الرّابع : المتقدّم بالنظام الصّناعى ؛ نحو أن يقال : الأساس أوّلا ، ثمّ البناء. وإذا قيل فى صفة الله تعالى : هو الأوّل فمعناه الّذى لم يسبقه فى الوجود شىء. وإلى هذا يرجع من قال : هو الّذى لا يحتاج إلى غيره ، ومن قال : هو المستغنى بنفسه. وقوله : أنا أوّل المسلمين وأنا أول المؤمنين معناه أنا المقتدى بى (فى) (٤) الإسلام ، والإيمان. (وَلا تَكُونُوا أَوَّلَ كافِرٍ بِهِ) أى ممّن يقتدى بكم فى الكفر والله أعلم.
__________________
(١) انظر من القائل. ومقتضى السياق أنه الخليل. والظاهر أنه من كتاب العين. ونسبته الى الخليل موضع شك.
(٢) أى بعد قلبها واوا
(٣) هو الراغب فى المفردات
(٤) زيادة من الراغب