فإن قيل : المحكىّ عن الخليل ـ كما ذكر الثّعلبىّ ـ أن غيره تعالى يطلق عليه (إله) منكّرا ومضافا ؛ كقوله تعالى : (اجْعَلْ (١) لَنا إِلهاً كَما لَهُمْ آلِهَةٌ) قيل : المراد من هذه أنّه صار بالغلبة مختصّا به تعالى.
وقد أوضح هذا الزمخشرىّ فقال : والإله من أسماء الأجناس ؛ كالرّجل : يقع على كلّ معبود بحقّ أو باطل ، ثم غلب على المعبود بالحقّ. وأمّا الله فمختصّ بالمعبود بالحقّ لم يطلق على غيره. انتهى.
وما اختاره القاضى أبو بكر بن العربى والسّهيلى : من أنّ أل فى الله من نفس الكلمة إذا أخذ بظاهره ضعيف ؛ إذ وزنه على هذا فعّال ، فلا مانع من تنوينه حينئذ. وقال شيخى سراج الدّين رحمهالله فى الكشف : حذفت الهمزة من الإلاه حذفا ابتدائيّا من غير قياس. والدّليل عليه لزوم الإدغام ، وقولهم : لاه أبوك. وقيل : الحذف على قياس التخفيف بنقل حركة الهمزة إلى اللّام ، ثمّ حذفها : كما تقدّم ؛ لكن لزوم الحذف والتعويض بحرف التعريف مع وجوب الإدغام من خواصّ هذا الاسم ؛ ولكونه أعرف المعارف لا يمكن فى مدلوله الشركة بوجه فيستغنى عن التعريف اللّامى جعلت لمحض التّعويض ، لتأكيد الاختصاص. وجوّزوا نداءه مع اللّام العوضيّة وأنّها بمنزلة الهمزة المحذوفة. ولم يجوّزوا فى مثل يا الذى والصّعق (٢) لعدم إجرائها مجرى الأصليّة ، وإن كانت أل فيها جزءا مضمحلّا
__________________
(١) الآية ١٣٨ سورة الأعراف
(٢) هو لقب خويلد بن نفيل من بنى كلاب ، لقب بذلك لأن تميما أصابوا رأسه بضربة فكان اذا سمع صوتا صعق ، أو لأنه اتخذ طعاما فكفأت الريح قدوره فلعنها فأرسل الله تعالى عليه صاعقة. ويمثلون به للعلم بالغلبة.