فكّي عفريت الفتنة وأخمد النزاعات التي كادت تودي إلى الهاوية ، بل حتى بصمته وسكوته تجده يفتح آفاقاً للحلّ والانفراج غابت عن ذوي الخبرة والاختصاص.
نعم ، لقد خطّ السيستاني بخصائصه المشار إليها ، المستقاة من فيض المعارف الإلهيّة والعلوم العلويّة ، أعمق مدوّنات التطبيق والممارسة الواعية لقيم الدين والمبادئ الحقّة ، حيث شخّص أنّ الاُمّة تفتقر حالياً إلى هذا اللون من النهج والاُسلوب ، رافضاً بذلك ـ على سبيل المثال ـ الخوض في نتاجاته المكتوبة وتقريرات دروسه مادام حيّاً ، ولم يكترث لتخرّصات هذا وأقاويل ذاك ، فهو الذي يدرك بلا ريب مفهوم التكليف أكثر منّا ، ويعلم نوع الحاجة ولوازمها.
انتظم الوفد جالساً لدقائق حتى أطلّ علينا مدّ ظلّه بخصائصه المعهودة وحيويّته الواضحة ، مرحّباً بجميع من حضر ; إذ دارت عيناه على الكلّ بلا استثناء ، وشفتاه يفهم منها التمتمة بكلمات الترحيب.
بعد تبادل الحديث مع بعض أفراد الوفد ، تركنا المكان جميعاً إلاّ السيّد الشهرستاني الذي انفرد بجلسة مع سماحته مدّ ظلّه بحضورنجله السيّد محمّد باقرفقط ، دامت الجلسة حوالي الساعة والنصف.
أطلّ علينا السيّد الشهرستاني بعد جلسته مع سماحة السيّد مدّ ظلّه منفتح الأسارير متورّد الوجنتين أكثر من ذي قبل ، فكان استنتاجنا طبق القرائن المقاميّة أنّ الاُمور على ما يرام ، غير متناسين في الوقت ذاته دهاء