من يهتمّ بنا من يعتني بأخطائنا؟
لا كلام في أنّنا نخطأ وننسى ، قلّ ذلك أو كثر ، بآثار مترتّبة عاجلاً أم آجلاً ، فكلّ إنسان مسؤول عن حريم ذاته وما يرشح منها من قول وفعل وتقرير ، الأمر الذي يُفهَم منه عدم تحمّل مسؤولية ما يصدر من الغير ; بناءً على معنى : (وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى) (١) و : (كُلَّ إِنسَان أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ) (٢) ونظائرهما.
وقد تأسّست مذاهب أخلاقية وفكرية وثقافية وعَقَدية جعلت من قاعدة «عليك نفسك» منهاجاً فلسفياً يضمن ـ حسب مدّعاها ـ حياةً حرّةً كريمةً وعاقبةً حسنى ; فإذا صلحت النفس صلح المجتمع ، فلا عناية ولا اهتمام إلاّ بالذات بمعناها الأخصّ!!
هنا محلّ الاختلاف في فهم معنى الذاتية ، فنحن نفهمها بمعناها الأوسع المترامي الأطراف ، فالذات ليس هي الذات بالمعنى الأخصّ ، إنّما هي الإنسانية والاُمّة والمجتمع والمحلّة والاُسرة والفرد على السواء ،
__________________
١. سورة الإسراء : ١٥.
٢. سورة الإسراء : ١٣.