ديار المولى الحبيب
أنا ابن مدينة جنوبيّة خالية من الأعتاب الطاهرة ، مملوّة بحبّ العترة البررة ، تنحدر اُصولي الأبويّة إلى مدينة النجف الأشرف وثم دزفول والحجاز أوّلاً ، كما كان ينقل عمّنا وشيخ عشيرتنا الأكبر.
أبعدتنا السلطات من العراق بذريعة الاُصول الإيرانيّة فاستقرّ بنا المقام في مدينة خرّمشهر لستّة أشهر ، داهمتنا الحرب فغادرناها صوب المدن القريبة ، ثم سكنّا مدينة قم المقدّسة لستّة أشهر أيضاً ، هاجرنا إلى مدينة مشهد المقدّسة التي توطنّا بها ، ثم انتقلتُ منها بعد خمسة عشر عاماً إلى مدينة قم المقدّسة التي لازلت فيها إلى الآن.
وبحكم محلّ الولادة والتنقّل القسري والاختياري بين هذه البلدة وتلك ، يهزّني الشوق إلى أيّام طفولتي وصباي ومحلّتي وأهلي وأصحابي ومدرستي ، إلى أيّام شدوي وحزني ، إلى كلّ شيء من ذلك الوطن الحبيب ... إلى المدن التي عشت فيها وانطبعت ذكرياتها في خاطري إلى الأبد.