ومضة حيدريّة
نعم ، نعود وتعود أكثر تأ لّقاً ملحمة :
عليٌّ والقرآن ، عليٌّ والإسلام ، عليٌّ والحقّ ، عليٌّ والإنسانيّة ، وجهان لعملة ربّانيّة ، ليست إلاّ تغايرات مفهوميّة .. فلمّا هيمنت هذه الأشياء على حياة أميرالمؤمنين عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) وأشبعت كلّ مفاصل سيرته المباركة بطرّ سكناتها وحركاتها ، وأشغلته عمّا سواها ، فإنّها قد ذابت فيه وذاب فيها ..
ذلك لأ نّنا نعتقد جازمين بالحجّة والدليل الرصين : أنّ وجوده الروحانيّ المقدّس (عليه السلام) ممتدٌّ ثابتٌ منذ القِدَم ومسجّلٌ في اللوح المحفوظ ، لوح السماء المحروس بقدرة الله ذي العرش المتين.
حينما يكون وصيّ خاتم الأنبياء والمرسلين (صلى الله عليه وآله) بهذه المحتويات والمضامين الألقة ، بالخصائص والبركات الدافقة ، المذعن بها المخالف قبل الموافق ، والقاصي قبل الداني ، فلا محلّ ولا وقت ولا وجود للاستعراض والتمثيل والتصنّع والتلوّن والرغبة في أفعال وأقوال وتقريرات مولى الموحّدين وقائد الغرّ المحجّلين (عليه السلام).