الأوبة
رغم اعتقادي بعدم حيلولة المسافات والأزمنة بين المرء وبين الانتماء والموالاة والعشق ; إذ الروح تسمو بخصائصها على كلّ الفواصل والحواجز المادّيّة وغيرها .. فلازلت ـ مذ غادرت بقاع طوس قبل عشرين عاماً ـ أتوق وأرسم للعودة أفكاراً وسبل ، رؤى اليقظة والنوم تأخذني لترميني في أحضان كهف طالما ضمّني بحنانيه ودفء مفاهيمه ومعارفه الثاقبة حتى صنع فيّ مقوّمات التوجّه الجادّ نحو الأمام.
في مشهد أبتغي الطمأنينة والأمان والاسترخاء ، أروم الصفاء ، ما أروع ثلوجها حينما تدعوك لحرارة مقام المولى الإلهي ، أنوارٌ تخترق حجب الظلمات ، ظلمات القلب المتعب والروح المرهقة. في الأعماق شكوى ، آهات وآلام ومعاناة ، لا يستحقّ البوح بها إلاّ ذاك الصدر الدافىء والنور الدافق ; أسرارٌ أقفالها لا تفهم الانفراج إلاّ بفكّ الرمز ، وما يفكّ الرمز إلاّ مَن به العقل والقلب اهتدى.
ما أجمل سماء الولاية ، ما أرحب فضاء الحقيقة النوريّة ، واسطة الفيض الإلهي الرحموتية.