مشهد الرضا
تعلّمت في مدينة الإمام الرضا (عليه السلام) ، مشهد المقدّسة ، الكثير ، عرفتُ إمكانيّة الانتماء إلى طبقة المثقّفين والكتّاب والمحقّقين حين عرفت مدى اغترافي من بحر الجهل والغرور كلّ الأعوام التي سرت وتصرّمت ، فعلمتُ أنّي لا أعلم شيئاً ، الأمر الذي مهّد لي السبيل لاُفق جديد ، اُفق الانتماء المذكور ; إذ المثقّف يدرك أنّ المعارف كالحفرة كلّما سبر الغور فيها كلّما ازدادت عمقاً واتّساعاً ، وإيمانه بهذه الحقيقة سلّم المجد وطريق النور ، نور المعرفة ، المعرفة الناهدة صوب تخوم الكمال الإنساني.
ألِقَتْ مشهدُ بالرضا ، ثامن العترة النجباء ، مشهد التي سيظل القلب يهفو لها مهما تمادت السنون وطالت الأيّام. إنّ في الأضلع أملٌ يسمو ، روحي خجلةٌ من مولاها ; إذ تشعر بالجفاء وعدم الوفاء ، علّها تقوّضه بأثر يحكي فكر الرضا ، نهجه ، رؤاه ، معارفه ، بصائره المعرفيّة والسياسيّة والاجتماعيّة. طلبتُ من زوجتي أن تبتهل لي إلى المولى تبارك وتعالى في صلاة ليلها ، طلبتُ السداد والفوز بتدوين أثر يكون عرفاناً منّي لجميل