هانحن الآن قرب شارع الطوسي المؤدّي إلى الحرم الشريف ، وبدخولنا فيه شمخت القبّة والمنائر الذهبيّة بكلّ عظمة وبهاء وسناء ...
الزحام الشديد وتثاقل الخطوات ربما منح البعض منّا فرصةً مناسبة ليستحضر خاطفاً : ما مرّ على المولى (عليه السلام) من آلام ومعاناة وظلامات ، ما كان يمثّله هذا العبقري الفذّ من وجود إلهي وحضور قدسي ومحوريّة لا نظير لها ... كلاّ ، لا يمكن لملمة الأفكار بلمحات سريعة ، فلنشغل بالنا حالياً بالزيارة وآدابها ; إذ البحث عميق وفضاءات الأفكار مترامية الأطراف ، لِمَ لا؟! فموضوعنا أسد الله الغالب.
توجّهنا إلى الضريح المقدّس لأداء مراسيم الزيارة والدعاء والصلاة ، لحظات لا تصدّق ، دموع وآهات وصرخات ، ابتهالات وتوسّلات وحاجات ، شوق وعشق وولاء لسيّد الأولياء والأوصياء.
نحمد الله تبارك وتعالى أن وفّقنا لزيارة أئمّتنا وساداتنا ، ونسأله جلّ شأنه ألاّ يجعله آخر العهد منّا للمثول بين أياديهم.
زرنا مرقد زعيم العلميّة الراحل السيّد الخوئي (قدس سره) وقرأنا سورة الفاتحة على روحه الطاهرة.
عقيب ذلك رمنا شارع الرسول (صلى الله عليه وآله) ، حيث بيت المرجعيّة العليا ، كلّنا توّاقون للقاء سماحة آية الله العظمى السيّد السيستاني مدّ ظلّه ، الرجل العالم الزاهد الحكيم المحيط بأحوال الاُمّة والعالم بأسره ، السيّد الوقور ذو الهيبة والجلال ، هذا الذي طالما أخرج العراق ـ بحكمته وبصيرته ـ من