فكرة العليّين
تعجّ أروقتنا العلمية والثقافية والدينية بالمدوّنات والمكتوبات والأدوات السمعية والمرئية ومنابر المساجد والحسينيات والملتقيات والمؤتمرات ومواقع التواصل والمراكز والمعاهد والمؤسّسات .. التي تتّخذ من : «قال المعصوم» «فعل المعصوم» «قرّر المعصوم» أساساً ودليلاً وحجّةً ومحوراً معرفيّاً وعَقَديّاً واجتماعيّاً واقتصاديّاً وسياسيّاً وفنّيّاً ... مفتاحاً تلج به كلّ الفضاءات اللازمة ، ذلك بطبيعة الحال بعد القرآن الكريم وقبل دليلي العقل والإجماع ، ناهيك عن الاُصول العملية من البراءة والاحتياط والتخيير والاستصحاب ، وهكذا الأحكام الثانوية ... متداوِلةً روايات وأحاديث المعصومين (عليهم السلام) بالشروح والبيانات والحواشي والاستدراكات والاستدلالات والاستنباطات والاستنتاجات ، التي تتفاوت كمّاً وكيفاً من «فقيه» إلى آخر.
لا شكّ أنّنا نعتزّ ونفخر بتراثنا ونقدّس الجهود المضنية التي جمعته وحفظته لنا بهذا الشكل والمضمون رغم الغثّ والضعيف الذي لم ولن يمرّ عليه علما الدراية والرجال وفلترة المتن دون محاكمة وجزاء.