أثر التناغم بين الخطاب والقراءة
مدنيّة الإنسان الطبعيّة تستدعي اعتماد الأُسس والقوانين الانثروبو ـ سوسيولوجيّة ، تلك التي تنتظم بها شبكة الحياة وتبقى ، إنّها حياتنا حيث بدأت على غاية من البساطة ثم آلت إلى ما عليه الآن من التعقيدات المحكومة بالتطوّر نحو الأرقى .. ما يخصّنا هنا العلوم الإنسانيّة النامية أُسوة بنظائرها من العلوم الأُخرى رغم تباطؤ عجلتها غداة النهضة الصناعيّة التي كدّرت صفو فضائها لصالح العلوم الطبيعيّة بمناهجها الأمبريقيّة التجريبيّة المحضة ونتاجها الشهير «مبدأ الميكانيكا» .. ذلك التباطؤ المستمرّ حتى بدايات القرن العشرين حين انبعثت «حلقات فينّاً» المعروفة وبزوغ شمس «مبدأ الاحتمال» .. التي أعادت التفكير العلميّ المعرفيّ الجادّ بضرورة وجود قوّة عليا تدبّر وتدير الكون ، فعاد الدين من جديد فاعلاً قويّاً وعادت العلوم الإنسانيّة كي تواصل نموّها باضطراد وعمق كبيرين .. فرشحت في حقول العقل الثاني ـ أو ما يسمّى بالأخلاق والحكمة العمليّة ـ آراءٌ راقية وأنظارٌ رفيعة ومناهج كثيرة تأسّست على إثرها المذاهب والمدارس الفكريّة المختلفة ، وغدا ترابط العلوم بشتّى