القرار المناسب
حينما تتعرّض الاُمم والمقدّسات والمبادئ للخطر وينشغل الفضاء العامّ بأقطابه ومحاوره ونخبه وسائر طبقاته بالحدث الذي يهدّده ويهدّد وجوده وكيانه ، يتّخذ أعلامه مختلف المواقف والأساليب التي تعبّر عن حقيقتهم الرفيعة الذائبة في عمق القيم والمفاهيم المقدّسة ، فتراهم يُجَدْولون برامجهم بما يطابق الحدث ، فيغدو همّهم الشاغل متابعة الأحداث والانصهار فيها لحظة بلحظة ، فهذا الذي يجنّد إمكانياته بأنواعها ، وهذا الذي يعطّل نشاطاته المختلفة كالدرس والبحث والسفر وغيرها ، بل كثيراً ما يُلغي المسؤولون سفرهم ويكرّون راجعين إلى مقارّهم لمتابعة التطوّرات ، ممّا يعكس انطباعاً رائعاً عنهم وعن المنزلة التي يولونها لقيمهم واُممهم.
الناس بطبيعتها لن تنسى نظائر هذه المواقف الخالدة من نخبها وروّادها ، بل تفتح لهم صحائف جديدة من الحبّ والشكر والامتنان ، وفي الوقت ذاته ستبقى لائمةً متأ لّمةً ممّن تركوها ولو قليلاً ساعة المحنة حتى بقرار أو موقف معنوي رمزي.