تحقيق النصوص غاية أم وسيلة؟
كيف يمكن تصنيف «تحقيق النصوص» وأيّة خانة أو مربّع يضمّه ويدّعي به ، هل هو علم ، متمّم ، فنّ ، حرفة ، ضرورة ، جمال ، خدمة ، غاية ، وسيلة؟
من خلال استعراض خاطف لممارسة ذاتيّة ناهزت الثلاثة عقود في مجال «التحقيق» قد أتمكّن من إماطة اللثام عن أجوبةِ تساؤلات طالما شغلت الأذهان وفتحت أبواباً من البحوث والمطالعات.
قيل في التحقيق : إنّه إثبات الحقّ ، التصديق ، إحكام الشيء وصحّته ، الرصانة ، التزيين ... ويرادفه «التحرير» ; إذ قيل : تحرير الكتاب : خلوصه وتقويمه.
واختُلف في بيان المراد منه :
فمنهم من جعله ضبط النصّ فقط.
ومنهم من أضاف إليه : توضيح الغوامض وتوثيق النصوص من مصادرها وصنع الفهارس ومتابعة الكتاب بكلّ مراحله حتى تناله يد القارئ.