إلاّ الذاكرة الأزليّة
كلّ الذاكرات خواء ، وكلّ الانتماءات أصنام ; فالأصنام شركٌ وتقهقر قيَمي أخلاقي ... إلاّ الذاكرة الأزليّة والانتماء الفطري.
ونحن إذ نختلف مع فرانسيس بيكون رائد التجريبيّة وقطب النهضة الاُوربيّة الحديثة في تصنيفه عوامل النهضة إلى سلبي وإيجابي ، وتجذيره السلبي إلى أصنام أربعة : أصنام القبيلة ، أصنام الكهف ، أصنام السوق ، أصنام الذاكرة أو المسرح.
نختلف معه ولاسيّما في القسم الرابع من أصنامه ; إذ عنى بأصنام الذاكرة أو المسرح : الأخطاء التي تسرّبت إلى نفوس الناس إثر المذاهب والانتماءات العقائديّة والمذهبيّة والفلسفيّة المختلفة ، وفي رأيه أنّها كالمسرحيّات مخترَعة أبدعها أصحابها ولا يناظرها شيء في الواقع الحقيقي.
وقد عنى بأصنام القبيلة : ظنّ الإنسان أنّ الحواسّ تعطي معرفة صحيحة مباشرة عن الواقع ، متناسياً أنّ الإدراكات الحسّيّة تعتمد على