من مفردات المؤسّسة الدينيّة / ٣
الفكر الديني بين مطرقة المصالح وسندان المفاسد
اختُلِف في فلسفة العلوم وتاريخ نشأتها اختلافاً ما برحت رحاه تطحن مبنىً وتكادح آخر وتسالم ثالث ; لدواعي وأسباب وكواليس واجتهادات لا حظّ وافر لها هنا كي نسلّط عليها ضوء العرض والتحليل والاستنتاج ; لنزر المجال وضيق المقام.
ولعلّ النقطة الجوهريّة المتّفق عليها بين أرباب الاختصاص : أنّ نوع العلوم قد تطوّرت ونمت ومرّت بمراحل وأدوار شتّى حتى آلت إلى ما هي عليه الآن.
وكذا العلوم الإنسانيّة ; حيث لم تشذّ هي الاُخرى ، فطوت مراحل وأدواراً من النموّ والتقدّم ، كما هو المتناول المتداول حاليّاً.
إنّ علم الاُصول والفقه وأيضاً التفسير والكلام ونظائرها ـ الإسلامي منها عموماً والشيعي خصوصاً ـ قد اجتازت مراحل وأدواراً متعدّدة من النموّ والأزدهار يشهد لها الواقع الملموس.