التضحيات الجسام التي تحمّلناها في الكوفة وكربلاء وسامراء ومشهد وبغداد ومكّة والمدينة وسائر الأمصار ، فهي شجرة الدين المباركة التي (تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِين بِإِذْنِ رَبِّهَا).
فتحصّل : أنّ السياق الذي يتنزّل بنهضة الحسين عليه السلام إلى دون فضائها ويجعلها حدثاً كنظائره من الأحداث التي سجلّها التاريخ واحتفظ بها في أروقته على اختلاف النقل والروايات والدواعي والأهداف .. سياقٌ باطلٌ بما قدّمناه.
كما تحصّل من ثنايا البحث أنّ نهضة الحسين عليه السلام مصدر إشعاع ومنبع فيض وطبيعة قيم وانتماء ومبادئ ، والطبيعة تبقى طبيعة دونها المفردات والمصاديق ، فلا تساوقها وتساويها تلك المفردة أو ذاك المصداق ، فالحسين هو الحسين فلا آخر نظيره أو قرينه ، وكذا يوم عاشوراء هو يوم عاشوراء فلا آخر نظيره أو قرينه ، وتبقى كربلاء هي كربلاء فلا نظير ولا قرين لها.
نعم ، لاغلق للباب بوجه التأسّي ; فالحسين عليه السلام تحرّك واستشهد كي يفتح آفاقاً للحرّيّة والعدالة والعقلانيّة والإصلاح والتغيير والمراجعة والاستقراء والمقارنة ، آفاقاً لحفظ القيم والمبادئ والمفاهيم المقدّسة ، فهو الاُسوة الحسنة كما كان جدّه رسول الله (صلى الله عليه وآله) خاتم الأنبياء والمرسلين ، كما لا غلق للباب إزاء كون بيت الشعر المعهود يعني : بقاء نهضة الإمام الحسين (عليه السلام) بمضامينها وثقافتها فاعلة تغذّي الفضاءات العَقَدية