٨ ـ اللبس ، وهو ان يشبته شىء بشئ كاشتباه الفاعل بالمفعول فيراعى الاصل ويترك التوسع لدفع اللبس ، كما تقول : قتل يحيى فتى ، فلا يجوز تقديم فتى على يحيى لانه يوهم ان القاتل فتى والمقتول يحيى مع ان الامر بالعكس ، ولكن يجوز اكل الكمثرى عيسى لان الاكل قرينة على ان الكمثرى مفعول قدم على فاعله ، وان كان اللبس مرادا للمتكلم يقال له الابهام والاجمال والتشابه ، ومن ذلك كثير من آيات الكتاب المسماة بالمتشابهات.
٩ ـ القرينة ، وهى ما دل على مراد المتكلم من كلامه لولاه لوقع السامع فى اللبس وهى اما عقلية او عادية او لفظية ، والتفصيل فى محله.
الامر الخامس عشر
ان ما استشهدت به فى هذا الكتاب هو آيات القرآن ، وبعض الاحاديث ، وكلمات على عليهالسلام فى نهج البلاغة وغرر الحكم للآمدى ، وبعض الامثال والكلمات والاشعار من دواوين الشعراء ، واوردت شرحها فى القسم الثالث.
فالمطالع لهذا الكتاب يحسن ان يستصحب القرآن ونهج البلاغة وكاشفا لكلماته وغرر الحكم وكتاب لغة وتفسيرا ادبيا كمجمع البيان والكشاف وكتابنا فى الصرف وشرح الشواهد الشعرية الذى هو القسم الثالث من تاليفنا : علوم العربية ، وكتاب مغنى اللبيب لابن هشام لانى نقلت منه بعض الامور وتعرضت لما لاح لى خطاءه.
ولعمرك لقد استغنيت بهذا الكتاب عن كل مادون فى هذا الفن مع وقوفك على بيان كثير من آيات الكتاب ، فخذ وكن من الشاكرين لله تعالى على نعمائه وآلائه ، وها انا اشرع فى المقاصد بعون واهب العطايا وقاضى الحاجات ودافع المفاسد والآفات انه ولى الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات الى النور باذنه ويهديهم الى صراط مستقيم انه ولى حميد.