طَلَعَتْ تَزاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ ذاتَ الْيَمِينِ وَإِذا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ ذاتَ الشِّمالِ وَنُقَلِّبُهُمْ ذاتَ الْيَمِينِ وَذاتَ الشِّمالِ) ـ ١٨ / ١٧ ـ ١٨ ، ونحو جلست ذات ورائهم.
قال بعضهم : ان كلمة ذا وذات فى هذين القسمين زائدة ، جئ بها لغرض التصريح والتاكيد ، فان نقلبهم ذات اليمين مثلا ، اى نقلبهم يمينا ، وقيل : انها اقيمت مقام الظرف واعربت باعرابه ، وهى صفة له اضيفت الى اسم ذلك الظرف ، والتقدير : جاءنا زمانا صاحبا لاسم صباح ، ونقلبهم جهة صاحبة لاسم اليمين ، وهكذا ، وهذا لا ينافى غرض التصريح والتاكيد ، مع ان الزيادة والتقدير كلاهما خلاف الاصل ، فلابد فى امثال هذه المواضع رعاية الاولى منهما.
الوجه الخامس اضافتها الى اسماء يكون زيادتها لنكتة كما فى هذه الابيات.
اليكم ذوى آل النبىّ تطلّعت |
|
٦٠٨ نوازع من قلبى ظماء والبب |
فكذّبوها بما قالت فصبّحهم |
|
٦٠٩ ذو آل حسّان يزجى الموت والشرعا |
اذا ما كنت مثل ذوى عدىّ |
|
٦١٠ ودينار فقام علىّ ناعىّ |
وقيل فى هذا القسم بالزيادة وذلك التقدير ايضا ، فان معنى اليكم ذوى آل النبى ، اى اليكم يا اصحاب هذا الاسم والعنوان ، فان المتكلم يشير باضافة هذه الكلمة الى خصوصية لهم بالمضاف اليه.
الوجه السادس اضافتها الى مرة وفروعها ، نحو قولك : زرته ذات مرة ، وفى هذا الاسلوب صفة لمفعول مطلق محذوف ، اى زيارة صاحبة لمرة ، وهذا مفعول مطلق عددى وزيادة ذات يفيد التاكيد والتصريح.
الوجه السابع اضافتها فى قولهم : اذهب بذى تسلم وكذا سائر صيغ المضارع بهذه المادة ، فقيل : اضيفت الى الاسم لان الجملة فى تاويل المصدر ، والتقدير : اذهب بصاحب السلامة ، وقيل : كلمة ذى موصولة ، والتقدير : اذهب بالشان الذى تسلم معه ، وقيل : اسم اشارة ، والتقدير : اذهب بهذه الحالة مشيرا الى ما عليه من السلامة ، ثم يقول مستانفا تسلم لغرض التاكيد ، وقيل : انه بمعنى وقت ، اى اذهب