قوله تعالى : (اللهُ خالِقُ كُلِّ شَيْءٍ) ـ ٣٩ / ٦٢ ، (أَنْتُمْ بَرِيئُونَ مِمَّا أَعْمَلُ وَأَنَا بَرِيءٌ مِمَّا تَعْمَلُونَ) ـ ١٠ / ٤١ ، واما سببى وهو الذى لمتعلق الموصوف ، والوصف خال عن ضميره ، فلا بد ان يكون مع المتعلق رابط الى الموصوف لئلا يختل معنى الكلام لعدم الربط وهذا هو الذى ذكرنا فى باب الصفة المشبهة ان له ثمانى عشرة صورة فى الحالات الثلاث رفع المعمول وجره ونصبه ، مع ان المعمول فى حال الجر والنصب فاعل فى المعنى ، لا فى تركيب الكلام حسب قواعد الصناعة.
فالان نقول : ان الوصف السببى فى حال جر معموله ونصبه حامل لضمير الموصوف كالوصف الحقيقى طبقا للقواعد فيجب مطابقته لموصوفه فيما يجب مطابقة الوصف للموصوف ، وياتى بيانه فى مبحث التوابع ، ومر فى مبحث المبتدا والخبر والحال والصفة المشبهة ، واما فى حال الرفع فمفرد مذكر مطلقا ، ويجب المطابقة فى الرابط ان كان ضميرا.
ثم لا يجب ان يكون فاعل الوصف السببى من متعلقات الموصوف وضمائمه ، بل يمكن ان يكون اجنبيا ، لكن مع حفظ الرابط ، نحو مررت برجل نائم فى داره عمرو ، والامير مضروب على بابه بكر ، ورايت صديقك مقطوعا لاجل سرقة ماله يد السارق ، ولكن ليس لهذا الا وجه واحد هو الرفع ، اذ لا يضاف الوصف اليه ولا يجوز نصبه على التمييز لكونه اجنبيا.
ثم الافصح ان يضاف المتعلق الى الموصوف ويسند الوصف اليه صريحا ، نحو قوله تعالى : (فَكَشَفْنا عَنْكَ غِطاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ) ـ ٥٠ / ٢٢ ، مع امكان ان يقال : انت اليوم حديد بصرا ، او حديد بصرك او حديد البصر ، وقوله تعالى : (إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ) ـ ١١ / ١٠٢ ، مع امكان ان يقال : انه شديد اخذا او شديد الاخذ او شديد اخذه ، وقوله تعالى : (إِنَّهُ كانَ وَعْدُهُ مَأْتِيًّا) ـ ١٩ / ٦١ ، مع امكان ان يقال : كان ماتيا وعدا او ماتيا وعده او ماتى الوعد ، وقوله تعالى : (كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُها ثابِتٌ) ـ