ومنها حب للمدح ولا حب للذم كما فى هذه الابيات.
الا حبّذا اهل الملا غير انّه |
|
٣٧٦ اذا ذكرت مىّ فلا حبّذا هيا |
الا حبّذا عاذرى فى الهوى |
|
٣٧٧ ولا حبّذا الجاهل العاذل |
يا حبّذا النيل على ضوء القمر |
|
٣٧٨ وحبّذا المساء فيه والسحر |
حبّذا انتما خليلىّ ان لم |
|
٣٧٩ تعذلانى فى دمعى المهراق |
الا حبّذا غنم وحسن حديثها |
|
٣٨٠ لقد تركت قلبى بها هائما دنف |
يا حبّذا جبل الريّان من جبل |
|
٣٨١ وحبّذا ساكن الريّان من كانا |
وحبّذا نفحات من يمانية |
|
٣٨٢ تاتيك من قبل الريّان احيانا |
وتركيب هذا الاسلوب ان ذا اسم اشارة مرفوع فاعل لحب والمرفوع بعده عطف بيان له ، هذا بحسب التركيب النحوى ، واما بحسب المعنى فالمذكور هو الممدوح او المذموم ، وليس فيه بيان جهة المدح والذم ، لان ذا اسم مبهم لا يدل على شىء عند المخاطب الا على المذكور بعده كقوله تعالى : (ذلِكَ الْكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ) ـ ٢ / ٢ ، وكذا غير هذا الموضع.
وقال ابن هشام فى باب المبتدا من خامس المغنى : ان المرفوع بعد ذا ليس بعطف بيان له ، اذ لا تبين المعرفة بالنكرة باتفاق ، وهو نكرة فى هذا البيت : وحبذا نفحات الخ ، اقول : ان المرفوع بعده فى الاكثر الاغلب معرفة ، وان ذا وان كان اسم اشارة ، ولكنه مبهم يحتاج الى بيان ، ولذا نقل عن سيبويه : ان حبذا مجموعا اسم فعل وما بعده فاعل له.
ثم قد يجاء بتمييز للمرفوع بعده مقدما عليه او متاخرا عنه ، وبه يعلم جهة المدح او الذم ، كما فى البيتين.
حبّذا الصبر شيمة لامرئ رام |
|
٣٨٣ مباراة مولع بالمغانى |
الا حبّذا قوما سليم فانّهم |
|
٣٨٤ وفوا وتواصوا بالاعانة والصبر |
واستعمل حب بدون ذا فى البيتين ، ومحذوف المرفوع فى البيت الثالث.