لكن يجرى فى المجرور وفى اكثر من عاملين ، ودونك امثلته.
١ ـ فى الحديث : تكبرون وتحمدون وتسبحون دبر كل صلاة ثلاثا وثلاثين ، فتنازع ثلاثة عوامل فى معمولين ، هما دبر كل صلاة فانه منصوب على الظرفية ، وثلاثة وثلاثين فانه مفعول مطلق ، اى ثلاثا وثلاثين تكبيرة الخ ، والسنة فى التكبيرة اربع وثلاثون كما فى غير هذه الرواية.
٢ ـ : فى دعاء الافتتاح : اللهم صل على محمد عبدك ورسولك وامينك وصفيك وحبيبك وخيرتك من خلقك وحافظ سرك ومبلغ رسالاتك افضل واحسن واجمل واكمل وازكى وانمى واطيب واطهر واسمى واكثر ما صليت وباركت وترحمت وتحننت وسلمت على احد من عبادك وانبيائك ، فان افضل الى اكثر يطلب كل منها ما صليت مضافا اليه ، فقل : هو للاخير وقدر لغيره مثله ، ولا باس بان اعطيته لغير الاخير ، ولكن يلزم الفصل بين المضاف والمضاف اليه ، وهو قليل ، وكذا صليت الى سلمت يطلب كل منها تعلق على احد به ، فهو لاحدها وللباقية يقدر مثله ، ولا باس بالفصل بين الفعل ومتعلقه.
٣ ـ : ما فى هذه الابيات :
كساك ولم تكسه فاشكرن له |
|
٣٢٦ اخ لك يعطيك الجزيل وناصر |
كسانى ولم استكسه فحمدته |
|
٣٢٧ اخ لى يعطينى الجزيل وناصر |
ما صاب قلبى واضناه وتيّمه |
|
٣٢٨ الّا كواعب من ذهل بن شيبان |
٤ ـ قوله تعالى : (يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلالَةِ) ـ ٤ / ١٧٦ ، كل من الفعلين يطلب الجار.
ثم لا يخفى ان فى هذا الباب من كتب القوم امثلة من معمولات الافعال الناقصة وافعال القلوب واحكاما مذكورة لها ، تركتها اذ لم اجد منها شيئا فى آيات الكتاب واشعار العرب ، وهى امثلة مخلوقة وتراكيب منكرة ، لم يكد يتفوه بها عربى ، نحو اظن ويظنانى اخا زيدا وعمرا اخوين فى الرخاء من ارادها فالى كتب القوم.