جامدة كقوله تعالى : (وَتَنْحِتُونَ الْجِبالَ بُيُوتاً) ـ ٧ / ٧٤ ، وهذا لا يجوز ان يكون تمييزا لان التمييز جهة ثابتة فيما له التمييز يسند الفعل اليه باعتباره على ما مر بيانه ، والجبال لا تكون بيوتا الا بالنحت ، وقد مر غير هذا من الامثلة فى مبحث الحال.
وقد ياتى التمييز مشتقا ، واكثر ذلك بعد فعل الكفاية كقوله تعالى : (وَكَفى بِاللهِ حَسِيباً) ـ ٤ / ٦ ، (وَكَفى بِاللهِ وَكِيلاً) ـ ٤ / ٨١ ، (وَكَفى بِجَهَنَّمَ سَعِيراً) ـ ٤ / ٥٥ ، كفى بالموت واعظا ، وفى غيره نحو (حَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً) ـ ٤ / ٦٩ ، (وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللهِ حَدِيثاً) ـ ٤ / ٨٧ ، ولله در فلان فارسا.
ودليل كون المنصوب فى هذه الامثلة وغيرها تمييزا جواز كونه محولا ، كما تقول : كفى حساب الله ، وكفى وعظ الموت ، وكذا غير ذلك ، مع امتناع بعضها حالا لانه تعالى كاف حال الحساب وغيرها ، وبيان المحول وغير المحول مر فى الامر الاول.
الامر السابع
قد قلنا ان التمييز جهة وحيثية فيما له التمييز ، ولذلك يصير جهة التشبيه فى بعض الاساليب ، وذلك فيما يرفع ابهام النسبة فى الجملة الاسمية ، نحو سلمان لقمان حكمة ، اى هو كلقمان فى الحكمة او يقال : هو حكيم كلقمان ، وزيد سحبان فصاحة ، وبكر حاتم جودا ، وفلان ثعلب مراوغة ، واخوك رستم شجاعة ، وابنى الصغير رجل قوة ، وابوك صبى ادراكا ، وانت زهير شعرا ، وجارك هبنقة حمقا.
واما المنصوب فى امثال هذا الاسلوب : اما العبيد فذو عبيد ابوك ، واما علما فعالم ابنك فمفعول ، والتقدير : مهما تذكر علما فعالم ابنك ، ومهما تذكر العبيد فذو عبيد ابوك ، وان اشتبه الحال بالتمييز فالحق ان يقال : انه ان كان مشتقا ولا مانع لكونه حالا فليكن حالا ، والا فليكن تمييزا.