على احدهما جوازا او وجوبا.
مثال تقدمها عليهما قوله تعالى : (فَتَوَلَّ عَنْهُمْ يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ إِلى شَيْءٍ نُكُرٍ خُشَّعاً أَبْصارُهُمْ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْداثِ كَأَنَّهُمْ جَرادٌ مُنْتَشِرٌ) ـ ٥٤ / ٦ ـ ٧ ، فان (خُشَّعاً أَبْصارُهُمْ) حال من فاعل (يَخْرُجُونَ ،) اى يخرجون يوم يدع الداع خشعا ابصارهم ، وليس حالا من (عَنْهُمْ) لعدم استقامة المعنى كما ان يوم متعلق بيخرجون لا بتول لذلك ايضا ، فوجب الوقف على عنهم ، وكانهم الخ حال اخرى له ، ونظيرها بالترتيب قوله تعالى : (يَوْمَ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْداثِ سِراعاً كَأَنَّهُمْ إِلى نُصُبٍ يُوفِضُونَ خاشِعَةً أَبْصارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ) ـ ٧٠ / ٤٤ ، فان سراعا الى ذلة اربع احوال مترادفة لفاعل يخرجون وكما فى هذه الابيات.
لئن كان برد الماء هيمان صاديا ٣٠٣ |
|
الىّ حبيبا انّها لحبيب |
غافلا تعرض المنيّة للمرء ٣٠٤ |
|
فيدعى ولات حين نداء |
ها بيّنا ذا صريح النصح فاصغ له ٣٠٥ |
|
وطع فطاعة مهد نصحه رشد |
تسلّيت طرّا عنكم بعد بينكم ٣٠٦ |
|
بذكراكم حتّى كانّكم عندى |
اذا المرء اعيته السيادة ناشئا ٣٠٧ |
|
فمطلبها كهلا عليه عسير |
ومن ذلك قوله تعالى : (وَما أَرْسَلْناكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيراً وَنَذِيراً) ـ ٣٤ / ٢٨ ، كافة حال من الناس ، وبشيرا ونذيرا حالان من مفعول ارسلناك ، وانما قدم كافة لتمتاز عنهما ولا يتوهم انها ايضا حال من مفعول ارسلناك ، والتقدير : وما ارسلناك الا بشيرا ونذيرا للناس كافة. وفى الآية اقوال.
ثم يجب تاخير كل من الحال وصاحبها عن الآخر ان كان محصورا فيه ، نحو قوله تعالى : (وَما نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ) ـ ٦ / ٤٨ ، وقولك : ما جاءنى راكبا الا زيد ، ويجب تقديمها ان كانت من اهل الصدارة ، كقوله تعالى : (ما لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ) ـ ٦٨ / ٣٦ ، ويجب تاخيرها فى مواضع.