ـ ٨٩ / ١٩ ،.
المسالة الثانية
يجب خلاف هذا الاصل فى مواضع :
الاول : ان يكون الفاعل محصورا فيه بالا او انما ، نحو ما راى زيدا الا انا ، وانما راى زيدا ابى ، ان كان المراد ان زيدا لم يره غيرنا ، ولو جرى على الاصل انعكس المعنى المراد كما مر بيانه ، ومنه قوله تعالى : (وَما يُكَذِّبُ بِهِ إِلَّا كُلُّ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ) ـ ٨٣ / ١٢ ، ولو قيل : وما يكذب كل معتد اثيم الا به بطل المعنى ، (إِنَّما يَخْشَى اللهَ مِنْ عِبادِهِ الْعُلَماءُ) ـ ٣٥ / ٢٨ ، فان خشيته تعالى منحصرة فيهم لان الجاهل بالله لا يخشاه ، ولو تقدم وقيل : لا يخشى العلماء الا الله انقلب المعنى وليس مراده وان كان حقا ، لان مراده تعالى اخراج الجاهل من هذا الحكم ، ولا يفهم من الاسلوب الثانى.
ولكن لا باس هنا ايضا بما قلنا فى المسالة الاولى من وقوع المحصور فيه تلو الا ، وان تاخر عنه المفعول كما فى هذه الابيات.
ما عاب الّا لئيم فعل ذى كرم ٢٥٧ |
|
ولا جفا قطّ الّا جبّا بطلا |
نبّئتهم عذّبوا بالنّار جارهم ٢٥٨ |
|
وهل يعذّب الّا الله بالنار |
فلم يدر الّا الله ما هيّجت لنا ٢٥٩ |
|
عشيّة انآء الديار وشامها |
والحاصل ان المحصور فيه بالا كائنا ما كان يجب ان يليها ، سواء تقدم المحصور او تاخر ، واما الحصر بانما فيجب ان يكون المحصور اولا والمحصور فيه ثانيا ، والحصر باب فى علم المعانى.
الثانى : ان يتصل بالفاعل ضمير يعود الى المفعول ، فيجب تاخير الفاعل لئلا يلزم عود الضمير الى المتاخر لفظا ورتبة ، فانه قبيح ومخالف للقاعدة كما ياتى بيانه فى باب الضمير فى مبحث المعارف من المقصد الثانى ، نحو قوله تعالى : (وَإِذِ