كتاب الخاصّة من الأحاديث المرويّة عن الأئمّة عليهمالسلام يزيد على ما في الصحاح الستّة للعامّة بكثير (١) وأنّ راوي واحد مثل أبان بن تغلب قد روى عن إمام واحد وهو الصادق عليهالسلام ثلاثين ألف حديث ، وأنّه قد جمعت تلك الأحاديث عن الأئمّة عليهمالسلام في أربعمائة كتاب سُميت بالاصول ، ثمّ تصدّى جماعة من المتأخّرين لجمع تلك الكتب ـ الأصول ـ وترتيبها تقليلاً للانتشار وتسهيلاً على طالبي تلك الأخبار ، فألّفوا كتباً مضبوطة مهذّبة مشتملة على الأسانيد المتّصلة بأصحاب العصمة عليهمالسلام.
ثمّ ذكر صاحب الوسائل (٢) عن الشهيد الثاني في الدراية (٣) : إنّه قد استقرّ أمر المتقدّمين على أربعمائة مصنَّف ، لأربعمائة مصنّف ، سمّوها أصولاً فكان عليها اعتمادهم ، ثمّ تداعت الحال إلى ذهاب معظم تلك الأصول ولخّصها جماعة في
__________________
(١). قد حكى الميرزا النوري في الخاتمة في الفائدة الرابعة عن صاحب الحدائق في لؤلؤة البحرين ص ٣٩٤ : «إنّ جميع أحاديث الكافي حُصرت في ستة عشر ألف ومائة وتسعة وتسعين حديثاً ، الصحيح منها خمسة آلاف واثنان وسبعون حديث ، والحسن مائة وأربعة وأربعين ، والموثق مائة وألف وثمانية عشر حديثاً ، والقوي منها اثنان وثلاثمائة ، والضعيف منها أربعمائة وتسعة آلاف وخمسة وثمانون حديثاً.
أقول : ولا يخفى القيمة العلمية للخبر الضعيف في تولّد المستفيض والمتواتر كما تقدّم بيان ذلك في تحقيق حال الدعوى الثالثة».
وحكى في الهامش عن الشهيد في الذكرى (ص ٦): «إنّ ما في الكافي يزيد على مجموع الصحاح الستّ. والظاهر انّ مراد الشهيد قدسسره هو الخالص من كلّ كتاب بعد حذف المكرر في الكتاب الواحد كما نبّه على ذلك في كشف الظنون ١ / ٥٤٤ ـ ٥٥٦».
(٢) خاتمة الوسائل / ٢٠١.
(٣) الدراية / ١٧.