٧. والشيخ المفيد قد ضعّفه في الرسالة العدديّة ، ووثّقه في الإرشاد.
وتنقيح الحال فيه يتمّ بذكر نقاط من سيرته الروائية والعلمية ، وتحليل أقوال الآخرين عنه.
النقطة الأولى : إنّه ممّن أدمن المعاشرة والرواية عن أصحاب روايات المعارف والتفسير ، ممّن كانوا من الفرق الضالّة ، كأبي الجارود زياد بن منذر ، ويونس بن ظبيان ، وعلي بن أبي حمزة ، وإن كان يحتمل في الأخيرين أنّه روى عنهما في حالة استقامتهما.
وهكذا قد أدمن الرواية عمّن اختصّ بروايات المعارف من الأصحاب ، كالمفضّل بن عمر ، والمفضّل بن صالح ، ونحوهما ممّا تقدّمت الإشارة إليه ، كما أنّه أدمن في الرواية عمّن رمي بالغلوّ ـ كما أسلفنا ـ مثل بكر بن صالح ، ومحمّد بن جمهور ، وأبي سمينة محمّد بن علي الكوفي.
فيظهر من هذه النقطة ولعه وشغفه بروايات المعارف ، كما صرّح هو بنفسه بقوله : «من أراد المعضلات فإليّ» ويشهد لذلك أيضاً تتبّع الروايات التي رواها هو ، أو وقع في طريقها في مجلّدي اصول الكافي ، والعيون والتوحيد وغيرها من الكتب المؤلّفة في باب المعارف ، كما أنّه يظهر حرصه على هذا الباب ، وإن استلزم ذلك خلطته للطيّارة والغُلاة ، وهذا يفتح باب الطعن عليه لأنّه يؤدّي إلى التأثّر به بدرجةٍ ما.
بل إنّ ظاهرة الحرص والولع في هذا الباب ملحوظة في عدّة من الرواة ، ممّن طعن عليه بالضعف أو الغلو ، كما هو الحال في أبي سمينة ، وسهل بن زياد ، والمفضّل بن صالح ، ولا يستبعد أنّهم في بدء نشأتهم العلمية قد حرصوا على