ومنها : ما تقدّم في عكرمة ابن أبي جهل ، مع أنّه لا ريب في انحراف عكرمة عن أمير المؤمنين عليهالسلام وبغضه له ، وكان في غزوة أحد على مسيرة الكفّار ، وقتل من المسلمين نفراً.
ومنها : ما فيه من تفسير قوله تعالى : (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللهِ)(١) أنّها نزلت في بلال وصهيب وخبّاب وعمار بن ياسر وأنّ صهيب قال للكفار : أنا شيخ كبير لا يضرّكم إذا كنت معكم أو عليكم ، فخذوا مالي ودعوني وديني ، وأنّ النبي صلىاللهعليهوآله بشّره بثواب عظيم ، مع أنّ صهيب من المبغضين لعليّ عليهالسلام والمنحرفين عنه ، روى الكشّي في رجاله عن الصادق عليهالسلام في عنوان بلال وصهيب أنّه قال : كان بلال عبداً صالحاً وصهيب عبد سوء يبكي على فلان.
وروى المفيد في الاختصاص عنه عليهالسلام : «رحم الله بلال كان يحبنا اهل البيت ولعن الله صهيب كان يعادينا» (٢).
ومنها : إنّ الكتاب مشحون من إجابتهم عليهالسلام إلى كلّ ما اقترحه الكفار المخالفون من معجزات ، وهو خلاف كثير من الآيات الدالّة على عدم إجابته صلىاللهعليهوآله لمقترحاتهم ، كما في قوله تعالى في سورة الإسراء : (وَلَقَدْ صَرَّفْنا لِلنَّاسِ فِي هذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ فَأَبى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُوراً * وَقالُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنا مِنَ الْأَرْضِ يَنْبُوعاً * أَوْ ... قُلْ سُبْحانَ رَبِّي هَلْ كُنْتُ إِلَّا بَشَراً رَسُولاً)(٣).
وقوله تعالى : (وَما مَنَعَنا أَنْ نُرْسِلَ بِالْآياتِ إِلَّا أَنْ كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ)(٤)
__________________
(١). البقرة / ٢٠٧.
(٢) الاختصاص / ٧٣.
(٣) الإسراء / ٨٩ ـ ٩٣.
(٤). الإسراء / ٥٩.