لهم إلّا رواية واحدة.
والحاصل : إنّ الروايات التي رواها الصدوق في كتابه لم يخرجها حسب الظاهر من كتب المشيخة التي ذكر الطرق إليها وبدأ بهم السند في الفقيه ، وإنّما هي من كتب غيرهم من الأعلام المتأخّرين المشهورين كرسالة والده إليه ، وكتاب شيخه ابن الوليد ونحوهما ، بخلاف الشيخ الطوسي في التهذيب ، فلا بدّ حينئذ من ملاحظة طريق الصدوق إلى ذلك الكتاب في المشيخة ، بعد ما اتضح أنّ الشهرة ليست هي وصف لكتب المشيخة ، بل لكتب أخرى غيرها ، فلا يُستغنى عن ملاحظة الطريق إلى كتب المشيخة.
وفيه : إنّه على تقدير إرادة الصدوق ذلك ، فإنّه يكون تدليساً في الكلام ، حيث إنّ صريح عبارته في أوّل المشيخة هو تكرار هذا التعبير (كلّما كان في هذا الكتاب عن فلان فقد رويته عن) ، ثمّ يذكر طريق شيوخ الإجازة إلى ذلك الكتاب ، وقد يذكر إلى الكتاب الواحد عدّة طرق ، بل إنّه يؤكّد في عدّة من الكتب بتعبيره (وكذلك جميع كتاب فلان) ، وكذلك مؤدّى عبارته في أوّل الفقيه «جميع ما فيه مستخرج من كتب مشهورة عليها المعوّل وإليها المرجع ، مثل كتاب حريز ... ، وكتاب الحلبي ، وعلي بن مهزيار ، وجامع شيخنا محمّد بن الحسن بن الوليد رضى الله عنه ، ونوادر محمّد بن عمير ، وكتب البرقي ، ورسالة أبي رضى الله عنه وغيرها من الأصول والمصنّفات التي طرقي إليها معروفة في فهرس الكتب التي رويتها عن مشايخي وأسلافي رضياللهعنهم».
بل إنّها صريحة في تعداد كتب مشايخه كابن الوليد ورسالة والده في عرض بقيّة كتب المشيخة ، وإنّه يستخرج منها وينقل عنها في عرض تلك الكتب.
كما أنّ كلامه صريح في أنّ له كتاب فهرست ـ لم يصل إلينا ـ قد جمع فيه كافّة