المعصومين عليهمالسلام من كان فاسد السيرة وسيّئ الفعل.
والصحيح أنّ للصحبة معاني وأقساماً ، فتارة بمعنى مطلق من أدرك أو رأى النبي صلىاللهعليهوآله ، أو أحد المعصومين عليهمالسلام ، وأخرى بمعنى مطلق من حدّث وسمع عنهم ، وثالثة بمعنى من أدمن الرفقة والنشأة العلمية ، ويكون قد ترعرع على يديهم مدّة من الزمان ، ورابعة بمعنى صاحب السرّ كأمثال سلمان الفارسي ، وميثم التمّار ، ورشيد الهجري ، وجابر بن يزيد الجعفي ، وأمثالهم.
فأمّا القسم الرابع فمن الواضح إنّه دالّ على ما هو فوق العدالة الوثاقة ، وإن لم تكن بمعنى العصمة كما قد يُتخيل ، إذ هناك من حظي ببعض هذه المرتبة لكنّه زاغ عن الطريق كمحمّد بن أبي زينب أبي الخطّاب ويونس بن ظبيان وأمثالهما (١).
وأمّا حال القسم الثالث فكذلك يدلّ على الوثاقة والعدالة بما يزيد على حسن الظاهر ، كما لو تتلمّذ واختصّ بأحد الأعلام في العلم والأدب والتربية ، وحضى بالتلمّذ مع حسن سمته وهديه عنده ، فإنّ ذلك يُعدّ عند المتشرّعة فوق ما هو حسن الظاهر.
وأمّا القسم الثاني ، فضلاً عن الأوّل فلا يدلّ على شيء مع قلّة الرواية ، وأمّا كثرة الرواية فهي طريق آخر مستقلّ سيأتي الحديث عنه.
__________________
(١) كما هو الحال في من صحب النبي موسى عليهالسلام وهو من أنبياء اولي العزم وهو (بلعم بن باعورا) ، حتّى قال فيه القرآن الكريم (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا ...) (الاعراف ١٧٥) ، وكان قد أعطي الاسم الأعظم.