فلا بدّ بعد توقّف أداء هذا الأمر على النبيّ أو من هو منه ـ كما نطقت به الأخبار ـ أن يكون هناك خصوصيّة خارجة عن العادات!
رابعها : الأخبار المصرّحة بأنّ ذلك من خواصّ (١) عليّ عليهالسلام دون سائر أقاربه ، كما في « مسند أحمد » (٢) ، عن يحيى بن آدم السلولي ، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : « عليّ منّي وأنا منه ، ولا يؤدّي عنّي إلّا أنا أو عليّ » (٣).
وفيه أيضا عن حبشي بن جنادة مثل ذلك ، من ثلاثة طرق (٤).
ومثله أيضا في « سنن الترمذي » بفضائل عليّ عليهالسلام ، وقال : حسن صحيح (٥).
__________________
(١) الخواصّ : على صيغة منتهى الجموع « فواعل » ، جمع الخاصّ ؛ وقد يشكل بعضهم في استخدامه هنا ويقول : الصحيح أن يقال : « خصائص » ؛ وكلاهما جائز ، وقد ورد استعماله وشاع في كلام فقهاء الطائفة القدماء ومن بعدهم ، وهو صحيح من ناحية اللغة والاستعمال هنا ، والتقدير في كلام الشيخ المظفّر قدسسره : بأنّ ذلك الأمر هو من خواصّ عليّ عليهالسلام ؛ أي مختصّ به.
(٢) ص ١٦٤ من الجزء الرابع. منه قدسسره.
(٣) وانظر : مصنّف ابن أبي شيبة ٧ / ٤٩٥ ب ١٨ ح ٨ ، المعجم الكبير ٤ / ١٦ ح ٣٥١١ و ٣٥١٣ ، تمهيد الأوائل : ٥٤٦ ، مصابيح السنّة ٤ / ١٧٢ ح ٤٧٦٨ ، مرقاة المفاتيح ١٠ / ٤٦٤ ح ٦٠٩٢.
(٤) ص ١٦٥ من ج ٤. منه قدسسره.
(٥) سنن الترمذي ٥ / ٥٩٤ ح ٣٧١٩ ، وفيه : « حسن غريب » بدلا من « حسن صحيح ».
وهذا ممّا طالته يد الخيانة ، فأسقطت كلمة « صحيح » وأبقت كلمة « غريب » ؛ فقد جاءت الجملة هكذا : « هذا حديث حسن غريب صحيح » في نسخة شرحي سنن الترمذي ؛ فانظر : عارضة الأحوذي ٧ / ١٥٤ ـ ١٥٥ ح ٣٧٤٠ ، تحفة الأحوذي ١٠ / ١٥١ ـ ١٥٢ ب ٨٦ ح ٣٩٦٧.