مدخولة!
على أنّ رواية البخاري وغيره ، الواردة في هجرة النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، مصرّحة بأنّ أبا بكر هو الذي طلب الصحبة لمّا قال النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم : « قد أذن بالخروج إلى المدينة » (١).
ولا شكّ عندنا أنّ النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم لم يصحبه إلّا خشية أن يطلع عليه أحدا حيث أحسّ بخروجه ، وجاءت به بعض روايات القوم ، كما نقله السيّد السعيد رحمهالله عن أبي القاسم الصبّاغ (٢) ، من علماء الجمهور ، في كتابه « النور والبرهان » (٣).
وكيف يكون في صحبة أبي بكر خير للنبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم وقد ابتلي به فوق بلائه ، واحتاج إلى مداراته في دفع الخوف عنه؟!
ولو كان لأبي بكر فضل لعبّر الله سبحانه عنه ببعض ألفاظ التعظيم والإكرام ، ك « الأخ » و « النفس » ، ونحوهما ، لا ب « الصاحب » ، كما عبّر
__________________
(١) انظر : صحيح البخاري ٥ / ١٥٦ ح ٣٨٧ ، مسند أحمد ٦ / ١٩٨ و ٢١٢ ، تاريخ الطبري ١ / ٥٦٨.
(٢) هو : أبو القاسم عليّ بن أبي نصر عبد السيّد بن محمّد بن عبد الواحد بن الصبّاغ البغدادي ( ٤٦١ ـ ٥٤٢ ه ).
كان شيخا فاضلا محترما ، حسن السيرة ، تبعه خلق عظيم ، سمع من أبيه شيخ الشافعية أبي نصر ابن الصبّاغ والصريفيني والزينبي ، وحدّث عنه جمع ، منهم : السلفي وابن عساكر والسمعاني ؛ وقد ذكره السبكي في عدّة مواضع من كتابه « طبقات الشافعية » ، وكان هو آخر من روى ببغداد كتاب ابن مجاهد في القراءات.
انظر : سير أعلام النبلاء ٢٠ / ١٦٧ رقم ١٠٢ ، العبر ٢ / ٤٦٢ ، شذرات الذهب ٤ / ١٣١.
(٣) انظر : إحقاق الحقّ : ٤٧٩ الطبعة الحجرية.