فكيف يحتاج إلى منّ أبي بكر؟!
وإن أريد المنّة عليه بالإنفاق في سبيل
الله ، فهو ممّا لوجه له ، بل المنّة لله ورسوله عليه ، كما أنّ أعظم المنّة لرسول
الله صلىاللهعليهوآلهوسلم عليه
بالصحبة لا له ، ( قُلْ لا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلامَكُمْ بَلِ
اللهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَداكُمْ لِلْإِيمانِ ... )
.
وليت شعري ، لم لم يتّخذه رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم خليلا؟! أبخلا منه بالخلّة على من هو ـ
بزعمهم ـ أهل لها؟!
أم لمانع منها؟! وهو خلّة النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم لله تعالى ، كما يظهر من أخبارهم ..
ففي حديث البخاري ، في آخر باب قول
النبيّ : « سدّوا الأبواب إلّا باب أبي بكر » ، قال فيه : « لو كنت متّخذا خليلا
غير ربّي لاتّخذت أبا بكر خليلا » .
وهذا ليس بمانع ؛ لأنّ خلّة المؤمنين
ممّا يزيد في القرب إلى الله ، والخلّة له ، مع أنّ وصف الخليل مختصّ بإبراهيم عليهالسلام ، وليس من أوصاف نبيّنا المعروفة ،
وإنّما يوصف بأنّه حبيب الله.
ومن المشتبه ما رواه البخاري أيضا : «
لو كنت متّخذا خليلا لاتّخذته خليلا ، ولكن أخوّة الإسلام أفضل » .
فإنّ أخوّة الإسلام نفس الخلّة
الإسلامية ، فما وجه الاختلاف
__________________