ولا ضرب فيه فاجر » ..
قال : « في الكلام رمز إلى جماعة من الصحابة في أنسابهم طعن ، كما يقال : إنّ آل سعد بن أبي وقّاص ليسوا من بني زهرة بن كلاب ، وإنّهم من بني عذرة من قحطان.
وكما قالوا : إنّ آل الزبير بن العوّام من أرض مصر ، من القبط.
وقال الهيثم بن عديّ في كتاب ( مثالب العرب ) : إنّ خويلد بن أسد ابن عبد العزّى ، كان أتى مصرا ، ثمّ انصرف منه بالعوّام فتبنّاه.
فقال حسّان يهجو آل العوّام [ من الطويل ] :
بني أسد! ما بال آل خويلد |
|
يحنّون شوقا كلّ يوم إلى القبط؟! |
إلى أن قال :
لعمر أبي العوّام إنّ خويلدا |
|
غداة تبنّاه ليوثق في الشّرط (١) » |
أقول :
ولو سامحنا الفضل في أنّ هؤلاء من عيون الرجال ، وأنّ كلّ قبائلهم من أشراف القبائل ، فلا نسلّم أنّ إسلامهم بدعوة أبي بكر ، كما يشهد له
__________________
(١) انظر : ديوان حسّان ١ / ٣٧٤ رقم ٢٠٢.
والشّرط : جمع الشّريطة ، وهي شبه خيوط تفتل من الخوص والليف ، وقيل : هو الحبل ما كان ، سمّي بذلك لأنّه يشرط خوصه ؛ أي يشقّ ثمّ يفتل ، ويجمع على شرائ وشريط أيضا ؛ وقد سكّن الشاعر الراء للضرورة.
انظر : لسان العرب ٧ / ٨٥ مادّة « شرط ».