أمّا عائشة ؛ فلما سبق من بغضها لأمير المؤمنين (١) ، وما سيأتي في المآخذ ، من صدور الكبائر عنها (٢).
على أنّها قد روت كثيرا من النقص للنبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، الذي يعلم الإنسان بكذبه (٣) ، ونسبت إليه جهله بنبوّته في أوّل البعثة حتّى عرّفته خديجة وورقة نبوّته ، وهو مخالف لضرورة الدين ، كما مرّ بيانه في مباحث النبوّة (٤).
وأمّا ابن عمر ؛ فيعلم حاله من عدّة وقائع ..
منها : ما نقله الفضل عنه ، من تفضيل الصحابة لأبي بكر ، ثمّ عمر ، ثمّ عثمان ، على وجه كان مفروغا عنه عندهم ، وأنّهم يتركون بعد الثلاثة سائر الصحابة بلا تفضيل بينهم ، فيكون عليّ من سائر المسلمين لا يرون له فضلا على غيره (٥).
وقد تعقّبه صاحب « الاستيعاب » بترجمة أمير المؤمنين عليهالسلام ، فإنّه بعد ما روى حديث ابن عمر المذكور ، قال : « وهو الذي أنكر [ ه ] (٦) ابن معين ، وتكلّم فيه بكلام غليظ ؛ لأنّ القائل بذلك قد قال بخلاف ما اجتمع عليه أهل السنّة من السلف والخلف من أهل الفقه والأثر ، أنّ عليّا أفضل الناس بعد عثمان ، وهذا ممّا لم يختلفوا فيه ..
وإنّما اختلفوا في تفضيل عليّ وعثمان ..
__________________
(١) راجع الصفحات ١٤٩ ـ ١٥١ من هذا الجزء!
(٢) سيأتي ذلك في موضعه من الجزء السابع إن شاء الله.
(٣) انظر مثلا : ج ٤ / ٦٤ ـ ٨٧ و ١٤٢ ـ ١٤٥ و ١٥٢ ـ ١٥٩ من هذا الكتاب.
(٤) انظر : ج ٤ / ١٣٧ ـ ١٤٢ من هذا الكتاب.
(٥) مرّ ذلك في الصفحة ٤٨٩ من هذا الجزء.
(٦) كان في الأصل والمصدر : « أنكر » ؛ وما أضفناه مقتضى اللغة والكلام.