ونلت صهر رسول الله ، وبايعته ، فو الله ما عصيته ولا غششته حتّى توفّاه الله » (١) ، فإنّه قد ثبت عصيانه لرسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ولو بفراره في الغزوات ، كفراره في أحد ثلاثة أيّام (٢).
فإذا وقع مثل هذا الكذب في الرواية ، فكيف لا يحنث الحالف؟!
ونحوه ـ في ظهور الكذب ـ ما رواه البخاري ـ أيضا ـ ، في باب هجرة النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ؛ أنّ النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم أقبل إلى المدينة وهو مردف أبا بكر ، وأبو بكر شيخ يعرف ، ونبيّ الله شابّ لا يعرف ... (٣) الحديث.
فإنّ النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم كان أكبر سنّا ، وشأنا ، وبيتا ، وأثرا ، وشهرة ، بدعوته التي تستدعي القصد إليه ورؤيته ومعرفته ، فكيف كان النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم شابّا لا يعرف ، وأبو بكر شيخا يعرف؟!
ونحوهما كثير!!
وإذا أردت أن تعرف حقيقة صحاحهم ، فعليك بمراجعة مقدّمة الكتاب (٤) ، وكفاك أنّ عمدة أحاديثها تنتهي إلى عائشة ، وابن عمر ، وأبي هريرة ، وهم ليسوا محلّ الاعتماد ، فضلا عن السند الذي ينتهي إليهم.
__________________
(١) صحيح البخاري ٥ / ١٦٨ ح ٤٠٥.
(٢) انظر : السير والمغازي ـ لابن إسحاق ـ : ٣٣٢ ، المغازي ـ للواقدي ـ ١ / ٢٧٧ ـ ٢٧٩ ، أنساب الأشراف ١ / ٣٩٨ ، تاريخ الطبري ٢ / ٦٩ ، تفسير الفخر الرازي ٩ / ٦٤ تفسير الآية ١٥٩ من سورة آل عمران ، شرح نهج البلاغة ١٥ / ٢١ و ٢٢ و ٢٤ ، الكامل في التاريخ ٢ / ٥٢ ، تفسير الطبري ٣ / ٤٨٩ ح ٨١٠٢.
وراجع : الصفحات ٤٠٠ و ٤١٤ و ٤١٦ من هذا الجزء.
(٣) صحيح البخاري ٥ / ١٦١ ح ٣٩٢.
(٤) راجع : ج ١ / ٤١ وما بعدها من هذا الكتاب.